-
-
"لِذلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1 بطرس 13:1)
إنَّ مِنطَقة أحقاء الذهن هو في الواقع ستر الثياب لجسد أحدهم. لقد قِيل في الماضي: على الرغم من اعتياد الناس على ارتداء نوع معيَّن من الأردية إلا أنَّهم كانوا يرتدون الحزام عند ذهابهم إلى العمل كي يعملوا بأكثر راحة. واليوم، يرتدي العديد من المهنيِّين أحزمةً على الزي الرسمي.
يتحدَّث الرمز المُستخدم في الآية المذكورة سابقاً عن مِنطقة أحقاء ذهننا بالإعلان الذي يمنحنا إياه الربُّ عندما نذهب إلى أرض المعركة. فإنَّ الإعلانات الإلهيَّة أشبه بثيابٍ روحيَّة تغطِّي أحقاءنا الروحيَّة. لذلك لا تدع صوت الله يتلاشى في داخلك، أي الصوت الذي يجوز استخدامه بإيمانٍ وعزيمةٍ، فعليك أن تصغِ إلى كلمة الله بعناية، متذكراً أنَّك من خلال الرسالة المعلنة لأولاد الله تستطيع إيجاد القوَّة اللازمة لطاعة وصاياه.
انتظر ذاك الإعلان وهكذا لن تضيِّع أيَّ معلومة مهمَّة يمنحك الله إياها، بالنظر إلى أنَّ جميع الكلمات الخارجة من فم العليِّ تملك القدرة على تحقيق وعوده. فيجب أن تلاحظ أدقَ تفاصيلها وهكذا ستحصل على وعودك بإيمانٍ وعزمٍ وشجاعةٍ. لقد أخبر الله موسى أن يبني خيمة الاجتماع تحديداً بالطريقة التي أُظهِرت له على الجبل (خروج 9:25).
اصحُ وكن حكيماً، فسيحاول إبليس أن يسرق الفهم الذي نلته أثناء قراءتك لنصٍّ كتابيٍّ أو استماعك لموعظة كتابيَّة. لكنَّ الرجل الحكيم يعلم السلوك اللازم تبنّيه في أيِّ مكان بلا تشهير أحدهم. علاوةً على ذلك، إنَّه يعلم أيضاً مكانته ويحترم حياة الآخرين، ولهذا السبب تحديداً سيكون مرحَّباً به دوماً.
لا تحتقر الكلمات المُعلنَة لك من خلال روح الله لأنَّك تجد فيها القوَّة اللازمة لتصبح منتصراً، ولا تذهب إلى كلِّ الأماكن التي يبحث فيها الناس عن الصلاة، والأهمُّ من ذلك يجب ألا تصغِ لأولئك الذين يحاولون إظهار أنفسهم كأناسٍ روحانيِّين فيعجزون عن إثبات ذلك بسبب طريقة عيشهم الخاطئة. إنَّ إبليس ماهرٌ في تدبير مخطَّطات جهنميَّة لهدف إبعاد المخلَّصين عن محضر العليِّ. لذلك عليك أن تثبت في مخافة الربِّ عند مجيء المحن.
هذا وعليك أن تنتظر النعمة الآتية من إعلانات كلمة الله. حيث ينصُّ الكتاب المقدَّس على أنَّ الربَّ الذي ابتدأ فينا عملاً صالحاً يكمِّله (فيلبي 6:1)، ولأنَّ الشيطان كذَّاب فسيبذل جهده ليسرق منك الإعلان، عالماً أنَّ الربَّ يتمِّم كلامه الصالح دوماً.
لقد تمَّ الإعلان عن النعمة في مجيء يسوع إلى الأرض، وما زالت مستمرة من خلال تعاليم الربِّ. فإنَّ فهمك أثناء قراءتك في الإنجيل أو استماعك لموعظة هو ما أعدَّه الله لك. لذلك انتظر النعمة الإلهيَّة بكلِّ قلبك، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ أبانا السماوي سيحقِّق وعوده التي تخصُّ حياتك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز