-
-
"كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ،بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ."
هناك طريقة واحدة فقط لإرضاء الربِّ ألا وهي طاعتنا له، فقد جعلتنا الولادة الجديدة نحقِّق جميع المتطلَّبات للالتزام بالوصايا الإلهيَّة. توصينا الآية أعلاه ألا نشاكل شهواتنا السابقة التي امتلكتنا في الماضي، لأنَّنا نلنا الخلاص لقول "كلا" لها ولجميع فخاخ العدوِّ، وطالما أنَّنا نفعل هذا الأمر فسنتمتَّع باختبار جميع معجزات صلاح إلهنا.
علينا أن نخبر جميع المولودين ثانيةً، لكن سقطوا في التجربة، أنَّ القوَّة التي تقيمهم من جديد موجودة فيهم، حيث بإمكانهم أيضاً الاعتراف بإثمهم ومتابعة العيش بقداسةٍ. هذا ويخطئ التفكير الكثيرون ممن ابتعدوا عن أبينا السماوي بأنَّهم لن يقدروا فيما بعد أن يرجعوا إلى الربِّ وأن ينالوا الغفران الذي يحتاجون، بسبب عيشهم في الشهوات الشريرة وتدنُّسهم بحمأة الخطية، إلا أنَّ عليهم أن يعرفوا أنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً.
لكن عليك أن تحذر من شهواتك السابقة، لأنَّك في اللحظة التي سمعت فيها عن كلمة الله قد تمَّ إبطال تلك الشهوات بالفعل. لا يهمُّ إن حصل هذا منذ خمس أو عشر أو خمسين سنة، فإن لن تجد أرواح ماضيك الشريرة الراحة في البريَّة فستحاول العودة إلى موطنها القديم، وفي حال وجدته فارغاً ومرتَّباً ومزيَّناً فسوف ترجع مع سبع أرواح أكثر شراً (لوقا 24:11-26).
لا تدع هذه التجارب توقع بك مرةً أخرى، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ روح الضَّلال وراءها، أي أرواح الضَّلال التي اعتادت على التملُّك على شهواتك، فإذا عادت ثانيةً فسوف تدمِّرك بالكامل. لذلك ينبغي أن تدرك أنَّ الشيطان ليس مسروراً بالنجاح الذي حقَّقته في المسيح، ولهذا السبب سيبذل قصارى جهده لسرقة البركة منك. فأنَّ سيرك مع الله يشكِّل خطراً كبيراً على العدوِّ الذي سيفعل كلَّ شيء للإيقاع بك من جديد.
لقد اعتادت الشياطين على إزعاجك عندما كنت تعيش في زمن الجهل، لكنَّك اليوم نوراً ساطعاً لله، وبالتالي عليك أن تحيا لتتمتَّع بالحياة الأفضل التي منحنا الربُّ إياها بمجيئه على الأرض (يوحنا 10:10). إذاً لا تصدِّق الأكاذيب الصادرة عن المهزوم؛ أي إبليس، لكنَّه إن استطاع الإمساك بك من جديد فستتحوَّل حياتك إلى جحيم حقيقيٍّ.
إنَّه الوقت لتَّتخذ القرار الأكثر حكمة، بعد ذلك، إنَّ العالم ماضٍ وكذلك جميع الأمجاد الأرضيَّة، لكن سيحيا إلى الأبد الذين يعملون المشيئة الإلهيَّة. في جميع الحالات أنَّ البحث عن القداسة هو أفضل من الاستمرار في السلوك بالإثم، فهذا سيقود الذين يمارسونه إلى الموت بلا شكٍّ. إذاً، ما الفائدة من مبادلة السماء مقابل الجحيم؟
يدعوك الله للعيش معه (1 تسالونيكي 12:2) لذلك تأمَّل التالي: هل هناك امتيازٌ أعظم من هذا؟ ولكي يحدث هذا عليك أن تقدِّس نفسك لأن الربَّ قدُّوس (1 بطرس 16:1). ضعْ هذه الحقيقة في الاعتبار، يجب أن تقرِّر مع من تريد العيش: مع إبليس، ضالاً إلى الأبد أم مع المسيح في السماء للتمتُّع بالمجد السماوي؟
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز