-
-
"كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا." (6:150)
ما من شيءٍ يفوق أهميَّة تقديم التسبيح للربِّ بعدما قبلنا يسوع كمخلِّص لنا. فقد أحبَّنا كثيراً لذلك بذل نفسه ليموت عوضاً عنَّا كي نخرج من عالم الشرِّ الذي كان يفترض أن نعيش فيه إلى الأبد بسبب خطيَّة آدم. علاوةً على ذلك، لقد أعطانا الله روحه لننتصر على كلِّ شيءٍ ونسير معه ونصنع مثل أعماله.
لم نكن سوى رمادٍ ولم تكن تلك رغبة خالقنا حتَّى قبل أن نوجد، إلا أنَّ العليَّ لم يفكِّر فقط في خطَّة خلاصه من أجلنا؛ بل بالحقيقة أتممها، وها نحن ذا. فلو عاملنا العليُّ بالطريقة التي نتعامل بها مع المسيئين إلينا لما كنَّا هنا اليوم. ربَّما يسيئ إلينا أحدهم مرةً واحدة أو اثنتين لكنَّنا نسيئ إلى الربِّ في كلِّ لحظة من حياتنا، وبرغم ذلك ما زال يحبُّنا ويسعى لراحتنا. إنَّه يستحقُّ كلَّ التسبيح!
إنَّ أبانا السماوي كائنٌ فريدٌ جداً؛ ووحده كذلك الأمر، لذلك يستحق أن نقدِّم له دائماً كلمات شكرنا على ما صنع معنا. فإنَّ حقيقة إعداد يسوع لنا مكاناً في ملكوته (يوحنا 3:14) وحدها كافيةٌ لتسبيحه في كلِّ حين، هذا وإنَّه سيأتي في يومٍ ما ليتمِّم كلامه ويأخذنا إلى ملكوته المليء بالفرح.
لمَ لا نشكر مَن أحبَّنا كثيراً، وما زال يفعل؟ فإن كنَّا ضعفاء فسيمنحنا قوَّته وإن كنَّا خطاةً فسيغفر لنا وإن تعرَّضنا لهجمات قوى الظلام، بشرط أن نصلِّي له، فسيرسل العليُّ قوَّته لينجِّينا. لذلك أنَّ الله يستحق أن يسبِّحه كلُّ الذين يختبرون محبَّته. وعندما نقدِّم له التسبيح ستمتلئ أرواحنا بقوَّته، وبالتالي سنتخلَّص من كلِّ تلك الفخاخ الشريرة والقيود التي كبَّلتنا.
يضع كاتب المزمور لائحة من الأماكن المباركة لنستمتع بها والأسباب التي تجعلنا نسبِّح الله، ويزوِّدنا أيضاً بلائحة من الآلات الموسيقيَّة لتعزف لنا كي نسبِّحه، وبالنهاية يعلن أنَّه يجب على كلِّ نسمةٍ أن تسبِّح الخالق.
بإمكانك استخدام صوتك لترنم أجملَ أغنية على الإطلاق، ألا وهي "هللويا". ابدأ بتطوير موهبتك الموسيقيَّة ومجِّد تسبيحه وهكذا سترى كم ستغتني حياتك، لأنَّ الأشخاص الذين يشتركون في مثل هذه الخدمة مبارَكين للغاية، بالنظر إلى أنَّهم يعرفون كيفيَّة إظهار مخافتهم للربِّ (مزمور 4:128).
كذلك سوف يزداد فهمك للكتاب المقدَّس وسيصبح أوضح بالنسبة لك، فستتبارك معرفتك وستنفتح الأبواب أمامك تلقائياً. وبالتالي سيعرف الله كيف يستخدمك بشرط أن تكرِّس حياتك لتسبيحه بكلِّ قلبك. إنَّ تسبيح الربِّ أشبه بزرع بذار، والتي مع الوقت ستأتي بثمار كثيرة.
عندما أتى يهوشافاط لمواجهة العمونيِّين والموآبيِّين وسكان جبل سعير كان روح الربِّ على الكاهن يحزئيل، طالباً من الملك ألا يخاف وألا يرهب من الجمهور الكثير الذي رآه. ثمَّ آمن يهوشافاط بكلام الكاهن وواجه العدوَّ ثمَّ سبَّح الربَّ، وبالتالي منحه الله النصرة (2 أخبار الأيام 14:20-22). لذلك سينتصر بالتأكيد أولئك الذين يسبِّحون الله دائماً.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز