-
-
"اِقْضِ لِي يَا اَللهُ، وَخَاصِمْ مُخَاصَمَتِي مَعَ أُمَّةٍ غَيْرِ رَاحِمَةٍ، وَمِنْ إِنْسَانِ غِشٍّ وَظُلْمٍ نَجِّنِي." (مزمور 1:43)
إنَّنا بلا شكٍّ مميَّزون لدى الربِّ وهو حريصٌ على مباركتنا، لكن ثمة أمرٌ مهم علينا وضعه في الاعتبار: إنَّ تلك البركة من حقِّنا وقد أعطانا إياها الربُّ يسوع بموته بديلاً عنَّا، فليس من الممكن أن تُلغَى أو ألا تتمَّ في حياة أولئك الذين يؤمنون بكلمة الله. لذلك على الجميع معرفة هذه الحقيقة وبالتالي بإمكانهم أن يحصلوا على ما يحتاجون.
من المتوقَّع أن يذهب المؤمنون إلى أرض المعركة للحصول على امتيازاتهم مؤمنين بأنَّ الربَّ سينصفهم. فإنَّ أبانا السماوي يفرح برؤية أولاده الأحباء يتصرَّفون على هذا النحو، بالنظر إلى أنَّ ابنه قد مات على الصليب لكي لا يهلكوا. ذلك أنَّ المسيح حمل كلَّ خطايانا وأمراضنا ووقع عليه تأديب سلامنا (إشعياء 5:53). لذلك، كلُّ الذين تعلموا من درسهم وآمنوا به سينالون تحريرهم في النهاية.
ولن يتردَّد كلُّ الذين يعرفون هذه الحقيقة في المطالبة بامتيازاتهم، عالمين أنَّ العدوَّ لن يضايقهم فيما بعد. إذاً، يكمن السرُّ في إيمانك بما تمَّ إعداده لك. والآن لقد هزم الربُّ الشيطان وأجناده لينجِّي من فخاخه أولئك الذين يؤمنون بكلمته، ولهذا السبب بإمكان كلُّ من يؤمن بإعلانات الكتاب المقدَّس التمتُّع بالحرية الكاملة.
والآن، انتبه! فبغضِّ النظر عن الإنصاف، يرغب خالقنا في الدفاع عن قضيَّتك مثلما يفعل المحامون الصالحون مع موكِّليهم في المحاكم. فهل ستخسرَ قضيةً إن كان الله هو الذي سيحامي عنك؟ بالطبع كلا! حسناً، سيدافع عن حقوقك في "محكمة الحقِّ" الكونيَّة، أي أمام "عرش الحقِّ".
إنَّ القوى التي تعمل ضدَّ خيرك شريرةٌ ونجسةٌ، ولهذا السبب لن تثبت في "الحقِّ"، هذا وتعلم الشياطين بأنَّها خسرت المعركة. لذلك لا تخف، بالنظر إلى أنَّ القدير لا يرغب بتخليصك فقط بل أيضاً أن يحارب من أجلك، أي بمعنى آخر؛ سيحارب ليمنحك الحرية التي تحتاج. واعلم أنَّه لن يتمَّ سلب أو انتهاك حقوقك.
تذكَّر أنَّ إبليس بكلِّ خداعه وشرِّه لن يقوى على خدَّام العليِّ لأنَّ يسوع قد سبق ونال منه. من جهةٍ أخرى، يسرُّ الله بتخليص جميع أولئك الذين يؤمنون بكلمته والذين يصرخون إليه طالبين النجاة. ذلك أنَّ أبانا السماوي يحارب من أجلك الآن، وبالتالي لن يهزمك أحدٌ لأنَّه سينصفك.
بناءً على إعلانات الكلمة الإلهيَّة هذه، بإمكاننا أن نخوض أيَّ حرب كانت واثقين بأنَّنا سنخرج منها منتصرين، لأنَّ الهزيمة أمرٌ مستحيلٌ بالنسبة لأولئك الذين يحارب الربُّ عنهم. اُشكرْ خالقنَا على إعلاناته لأجلك، فإنَّ ذلك تحديداً ما سيفعله أبونا السماوي لك، بشرط أن تؤمن به.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز