-
-
"لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ." (مزمور 7:101)
إنَّ الفشل في خوف الربِّ هو واحد من أشرِّ الأعمال التي يمكن للإنسان ارتكابها على الإطلاق. فمن المحتمل أن يكون الإنسان متديِّناً جداً ومثالاً جيداً كخادمٍ لله، لكن في أعماقه يسمح لنفسه الانسياق وراء أوهامٍ آثمة أو يقوم عندما يتعرَّض للتجربة بقبول إشارات العدوِّ، ومن ثمَّ يسقط في خطيةٍ تكشف عن مصيره كما جاء في الآية أعلاه. وبلا شكٍ، لن يسمح العليُّ بحدوث الأكاذيب في بيته.
لقد كان عالي كاهناً في أيام حنَّة. وبغضِّ النظر عن كونها عاقراً إلا أنَّها صرخت إلى الربِّ طالبةً أن يعطيها ابناً، وثمَّ أعطاها الله صموئيل الذي أصبح فيما بعد نبيَّاً عظيماً (1 صموئيل 11:1-20). هذا وكان ابنا عالي مؤهَّلَين ليصبحا خلفاءً لأبيهما لكنَّهما انساقا وراء الخطايا وفعلا ما كان محرَّماً عليهما. ولهذا السبب دفعا حياتهما ثمناً مقابل الأعمال الشريرة التي ارتكباها ضدَّ قدسيَّة خدمتهما (1 صموئيل 12:2-14 ، 4:4-11). وما يزال أبونا السماوي غيوراً على عمله اليوم.
فأنْ تكون عامل غشٍّ هو واحد من أكثر المواقف استفزازاً يتَّخذها المؤمن. فلا يُصدَّق أن يفعل المرء أمراً خاطئاً ومن ثمَّ ينجو من فعتله لأنَّه لا يقدر كتم أفعاله الأثيمة. وعندما يغادر المؤمن المحضر الإلهي فإنَّه بالحقيقة يجلب شيطاناً إلى جسد المسيح، ومتى أخفى هذه الحقيقة فإنَّه يمنع روح الله من اقتياده إلى التوبة، ولن يقدر على الاستمتاع بالفرح، وعلى الرَّغم من أنَّه قد يسعى إلى ذلك لكن ستنكشف خطيته في النهاية.
سيأتي اليوم الذي سيواجه فيه الربُّ أولئك الناس معاقباً إيَّاهم، فقط كما فعل موسى مع مريم أخته التي وقفت ضدَّه، وبالتالي أصابها البرص فتمُّ نفيها إلى خارج المحلَّة لمدة سبعة أيام لشدة خطر هذا المرض المخيف، ولولا شفاعة أخيها لكانت قد ماتت بسببه (العدد 1:12-15)، فستكون أواخر أيام الخطاة مروعة ومريبة.
إن لم يرجع أولئك الذين ابتعدوا عن الربِّ بكلِّ قلوبهم طالبين منه الغفران والسماح فلن يقدر العليُّ على فعل شيءٍ لهم، وسينالوا في يوم الدينونة الأخير الحكم الذي يستحقونه، فالعقاب في العهد القديم هو في الواقع درسٌ للذين يفعلون الأمر نفسه اليوم. ويستمر الربُّ بكونه إلهاً غيوراً (التثنية 24:4) فلا يقدر أن يعيش مع الذين يطيعون العدوَّ بدلاً منه.
أين إسكندر النحَّاس الذي سبَّب أذىً كبيراً للرسول بولس (2 تيموثاوس 14:4)؟ بالتأكيد لن يكون بين أولئك الذين خدموا الله في أيام بولس. ما الذي حدث لهيمينايس والإسكندر؟ هل سيتمُّ تسليمها إلى براثن الشيطان ليتعلَّما ألا يجدِّفا مرةً أخرى؟ (1 تيموثاوس 20:1) وبالتأكيد لن يوجدا في وسط الأبرار.
ليس من العادل تبديل أحدهم خلاصه مقابل كذبةٍ، خاسراً حياته الأبديَّة فقط للحصول على مالٍ أكثر. فلا تذهب وراء الزنا من خلال ممارسة ما حرَّمه الكتاب المقدَّس أو أيّ خطية أخرى. يملك الله خطةً رائعة لحياتك، ولهذا السبب أنَّ الشيطان مصمِّماً على إبعادك عن محضر الله. ارجع إليه الآن!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز