-
-
"كَثِيرَةٌ هِيَ نَكَبَاتُ الشِّرِّيرِ، أَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ." (المزمور 10:32)
إذا فكَّر الأشرارُ ملياً بما سيصيبهم لكانوا قد بدأوا يخافون الربِّ ولتجنَّبوا الكثير من المشاكل، ليس فقط بعد موتهم بل أيضاً في هذه الحياة. فالعوائق بعيدةٌ عن أولئك الذين يعبدون الله بالروح والحقِّ. بينما يمثِّل عدم الإصغاء إلى الصوت الإلهي باباً مفتوحاً لجميع هجمات الشرير.
لو فكَّر الناسُ مرةً ثانية لتجنَّبوا السقوط في تجربة عدم الإصغاء إلى إرشادات العليِّ بالنظر إلى أنَّنا نملك قصصَ الكتاب المقدَّس التي تتحدَّث عن أناسٍ احتقروا الإرشاد الإلهي وانتهى بهم المطاف في حالة يُرثى لها. لنأخذ شاول على سبيلِ المثال الذي كان يجب أن يصير ملكاً صالحاً، لكن بسبب تجاوزاته ورغباته خسرَ أخيراً وصاية شعب الله التي تُوِّجت في موته، وهو أمرٌ مروع للغاية (1 أخبار الأيام 4:10، 13).
لن ينغرَّ الله أبداً من قبل الذين يصرُّون على ارتكاب الآثام. حتى قبل أن يفكِّر أحدهم في خسارة مكانته، قد جهَّز القدير مسبقاً منصباً أفضل لذاك الشخص. في الحقيقة إنَّ الذين يقاومون الخطط الإلهيَّة لن ينجحوا مهما كانت القضية، لأنَّ قلب الأشرار لا يجد أرضيةً يستند عليها.
يخبرنا الإنجيل أنَّ الوقوع في يد الله الحي أمرٌ مخيفٌ (العبرانيين 31:10) لكن يخدع العدوُّ الكثيرين بجعلهم يظنُّون أنَّ وضعهم خاصٌّ؛ فيصلوا إلى مرحلة التصديق بأنَّهم لن يُمسكوا أو أنَّهم سينفذوا بخطاياهم. والآن إنَّ الخطية التي يرتكبها المرء كائن من كان، ستسيء إلى سمعته، حتى لو كان هذا الشخص مستخدماً من قبل العليِّ بشكلٍ كبير. حيث إنَّ الإثم يُلغي أحلام المرء والأسوأ هو أنَّه يمحو اسمه في السماوات.
تحيطُ الرحمة بالذين يتَّكلون على الربِّ 24 ساعة في اليوم. وعلى الرغم من تدبير العدوِّ لفخاخه الشريرة ضدَّ أولاد الله، علينا أن نتذكَّر أنَّ الله يعرف نوايا إبليس جيداً، لذلك سيحمي أحباءه بالتأكيد. ليس هناك أدنى احتمال للشيطان أن يطال الذين طالهم صلاح القدير، هذا وسيكون خدَّام العليِّ محميِّين وسالمين ومعافين دوماً.
تشترك رحمة الله في كلِّ أعماله، فهي تقوِّينا روحياً وتساعدنا على عدم الغرق في مياه اعتداءات خصمنا العميقة. فقد مُنحتْ لنا هذه الرحمة، وكونها عطيةٌ إلهيَّة فلن تؤخَذ منَّا أبداً. لكن علينا فقط أن نؤمن وألا نتخلَّ عمَّا ينتمي إلينا.
لا تسمح للشيطان بأن يخدعك، لأنَّ العليَّ قد سكب رحمته على حياتك. فلا تُبدل الحماية الإلهيَّة مقابل أيِّ شيءٍ. ذلك أنَّ الرسالة التي نقلها الربُّ إليك معصومةٌ بالنظر إلى أنَّها جزء من جوهر الله، فلن يخسر أيَّ معركة أولئك الذين نالوا هذا النوع من الحماية. لذا دع رحمةَ الله تحيطُ بك!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز