-
-
"الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ." (مزمور 7:28)
إنَّ التعلُّم من دروسِ أولئك الذين يقومون بعمل الله بنجاحٍ أمرٌ جيِّد. ولهذا السبب عندما نقرأ في الإنجيل علينا أن نصغِ بعنايةٍ إلى كلام الرجال الذين استخدمهم الربُّ في الماضي، آخذين بعين الاعتبار أنَّنا نستطيع أن نجد سرَّ نصرتنا من خلال ما سُجِّلَ في الكتاب المقدَّس. فلم يكن بلا هدفٍ خوض داود (ملك إسرائيل) لمعارك كثيرة، رابحاً كلَّ واحدةٍ منها. وهكذا سيحصل معنا إن أثبتنا أنَّنا تلاميذ الروح القدس الصالحون.
لقد أدرك كاتب المزمور أنَّه عليه أن يجعل الربَّ عزَّه لأنَّه بهذه الطريقة لن يُهزَم أبداً، واليوم سيحصل كذلك الأمر مع الذين يقتدون به. ذلك أنَّ كلام الربِّ لأرواحنا أشبه بتأثير الهواء على رئتينا، والذين لا يسلوك بحسبه ينتهي الأمر بموتهم روحيَّاً. من جهةٍ أخرى، يجنو جميع الذين يصغون إلى الكتاب المقدَّس من الفخاخ منتصرين، وبالنهاية سيرثون الحياة الأبديَّة.
نحن نحتاج أن نؤمن وأن نعترف بأنَّ العليَّ ترسُنا، فهو سيكون ترساً لجميع الذين يضعون ثقتهم به، بالضَّبط كما كان بالنسبة لرجال الكتاب المقدَّس. لذلك على الذين يؤمنون حقاً بتطلُّعات العليِّ نحوهم أن يعترفوا بذلك، وخلاف هذا لن يقدروا على أن يختبروه كترسٍ لهم، فقد منحنا الله الإيمان لكن علينا ممارسته. وإن لم نفعل هذا بتلك الطريقة تحديداً فلن يعمل الله لصالحنا.
لقد قال داود إنَّ قلبه اتكلَّ على الربِّ. فإن لم يتَّكل قلبك اتكالاً كاملاً على الربِّ فهذا يشير إلى أنَّك بحاجة لقضاء وقتٍ أكثر للتأمُّل في كلمة الله وأن تصلِّ طالباً المعونة الإلهيَّة. ولكن طالما أنَّ أفكارك المضطربة هي التي تقود مجرى حياتك، فسيواصل الخوف على إيذائك وستبقى الإرادة المجهولة تشكِّل تهديداً لك، وبالتالي ستتعرَّض لمضايقات قوى العدوِّ. بينما أنَّ الذين يؤمنون حقاً بالله شجعانٌ كالأُسود.
إنَّ ما ذكره كاتب المزمور في الآية أعلاه هو الطريقة الصحيحة التي عليك تتبُّعها لتحصل على النصرة، فمن غير المجدي محاولة طريقة أخرى، لأنَّها لن تنفع بالتأكيد. ولكي تتمَّ الاستجابة لطلباتنا وكي نكون ناجحين في الحياة علينا أن نؤمن الإيمان الذي يخترق قلوبنا عندما نصغي إلى كلمة الله (رومية 17:10). لذلك، ينبغي أن نتبعَ الإرشاد الإلهي لأنَّ الكلمة هي الطريق الوحيد نحو النجاح الكامل.
سيقفز قلبك فرحاً كما حصل مع داود. فالقناعة تسبق حلول البركة، بالنظر إلى أنَّ المؤمن يخوض المعركة فرحاً. لذا ستغمرك سعادة فائقة عندما تحصل روحك على التأكيد الإلهي بشأن انتصارك. ويشير قلبك الفرح إلى أنَّ تصميمك سيجعل أحلامك تتحقَّق.
حيث لن يُقدَّم التسبيح للربِّ قبل انتهاء العمل. فأولئك الذين يؤمنون بأمانةِ وصلاحِ أبينا السماوي نحو أولاده الحقيقيِّين سيسبحونه بترانيمهم حتى في وسط الصعاب، وأيضاً حال انتهاء المعركة. لذلك، علينا أن نؤمن دائماً بأنَّنا سننال النصرة من الله على الدوام.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز