-
-
"أَمَّا هؤُلاَءِ فَكَحَيَوَانَاتٍ غَيْرِ نَاطِقَةٍ، طَبِيعِيَّةٍ، مَوْلُودَةٍ لِلصَّيْدِ وَالْهَلاَكِ، يَفْتَرُونَ عَلَى مَا يَجْهَلُونَ، فَسَيَهْلِكُونَ فِي فَسَادِهِمْ." (2 بطرس 12:2)
لقد خُلقَت الحيوانات غير الناطقة لإطعامِ الناسِ والبعضُ منها لمساعدتهم في الأعمال الشَّاقة. لكنَّنا خُلِقنا لتمجيدِ وتعظيمِ إلهنا، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نرفض العيش بخلافِ خطط ربِّنا. هذا وإنَّ هدف الخطَّة الإلهيَّة لكلِّ واحد منَّا رائعٌ وكاملٌ لأنَّه صُمِّم من قبل الكائن الذي يعرف كلَّ الأشياء ومصدر الحبِّ نفسه. لذلك يجب أن يكون لفهم مشيئة العليِّ الأولويَّة في حياتك.
كما يبدو أنَّ إبليس خدعَ الكثيرين، حتى أنَّهم قد وصلوا إلى نقطة التشبُّه بالمخلوقات غير الناطقة، فإنَّهم لا يفكِّرون بالمثال السيئ الذي يتركونه خلفهم، لكنَّهم يوماً ما سيقفون أمام الله وسُيدانون على كلِّ أفعالهم. ولن يجد الأعذار أولئك الذين لم يسلكوا بحسب وصايا الربِّ. بينما سينال المكافأة الأبدية أولئك الذين تأهَّلوا جيداً وعاشوا بحسب الوصايا.
لقد جلبتْ خطية آدم الموت إلى الجنس البشري ألا وهو الشيطان نفسه؛ ولهذا السبب تحديداً ولِد الناس تحت المعصية (رومية 23:3)، لكن في اللحظة التي يصغي فيها الخاطئ إلى الإنجيل ويؤمن بالرسالة الإلهيَّة ويتغيَّر عن طرقه فسيولد من جديد (يوحنا 5:3). وحتى تلك اللحظة ما يزال جوهر الإنسان شريراً ولا يمكن إصلاحه، لكن كلُّ هذا قابلٌ للتغيير في لحظة ولادته الجديدة نائلاً التبرير في المسيح يسوع، فيصبح منذها محرَّراً من سيادة الشرِّ (رومية 14:6).
سيُمسَك في القيود الأبديَّة أولئك الذين لن يقبلوا الإنجيل، وبالتالي سيتختبروا الموت الأبدي. فسيكون مصير الخطاة والذين لن يصغوا إلى صوت الربِّ عسراً ومؤلماً للغاية. وأما الذين يصمِّمون على إلحادهم أو الذين يفضِّلون البقاء بعيداً عن محبة الربِّ فبرغم توبتهم في النهاية سيكون قد فات الأوان.
من السَّهل قول ذلك للمخلَّصين على قوله للضالِّين، بالنظر إلى أنَّ الضالِّين يتحدَّثون من جرَّاء ما ينبع من قلوبهم. فبإمكاننا أن نرى من طريقة كلامهم أنَّهم لم يختبروا البركة السماوية، بينما يتحدَّث المخلَّصون بحسب إرشاد الله. ومهما حاول الخطاة أن يظهروا كمؤمنين فلن يقدروا على الاستمرار بذلك، لأنَّ قلبهم غير المتجدِّد عاجزٌ على التحدُّث بلغة السماء (1 كورنثوس 14:2).
وأيضاً، إنَّ طريقة عيش الناس تثبت إن كانوا مؤمنين أم لا. فقد يُجرَّب ولدٌ لله بشكلٍ مريبٍ أو يتمُّ خداعه، لكن حينما تكون الخطية جاهزة لارتكابها يفتح الروح القدس عينيه وهكذا يرجع إلى الوراء متجاهلاً هذه الفكرة. ذلك أنَّ خدَّام العليِّ طائعين لجميع كلام وإرشادات الروح القدس.
سيتضرَّر بشكلٍ كبيرٍ غير المولودين ثانيةً: لأنَّهم سيهلكون في فسادهم. لاحظ الحياة التي كنت تعيشها والأفكار التي كانت تزحم ذهنك، وانظر إن كان قلبك طاهراً أم لا، آخذاً بعين الاعتبار إن أصبح الشرُّ والإثم جزءين من حياتك فسيعود الأمر إلى هلاكك الأبدي لأنَّك ستتوجَّه نحو الموت مباشرةً. اِختر الخيار الصحيح! وارجع إلى الربِّ واستقبل الحياة مع الله! فذاك سيشفي وسيريح جسدك (الأمثال 8:3) بالإضافة إلى ضمان خلاصك الأبدي!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز