-
-
"إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ»." (رومية 15:8)
لقد انفصَلت روحُ الإنسان عن الله بسقوطِ آدم فأتى الموتُ إلى هذا العالم مسبباً للناس الخوف والسيطرة من قبلِ روح العبوديَّة، وهو الشيطانُ نفسه. لكن منحنا الربُّ بالميلاد الثاني روحَ التبّني، وهكذا استعدنا شركتنا معه. فإنَّ مكانتنا اليوم أسمى من مكانة آدم قبل ارتكابه الخطية لأنَّنا أصبحنا أولادَ الله، القدير.
لقد كان حالنا مروعاً ومهيناً قبل أن نؤمن لأنَّنا كنَّا تحت سلطان إبليس الذي اِعتاد على مضايقتنا كلَّما شاء، لكنَّنا أصبحنا خليقةً جديدةً بالولادة الثانية، لذلك يجب ألا نلبِّي رغبات الشَّيطان. والآن كلُّ ما علينا فعله هو أن نحصل بفعاليَّة على اِنتمائنا وامتيازاتنا التي في المسيح.
لذلك، أرجو ألَّا تخف فيما بعد! مُخرجاً من قلبك كلَّ مشاعر الذلِّ فإنَّك الآن ابنٌ للعليِّ ولن يقدر أحدٌ أن يفصلك عن محبَّة الله. لربَّما سقطَت، شاعراً بأنَّك غيرُ مؤهلٍ لمواجهة العدوِّ لكن لا يجوز أن يستمر شعور الأسف هذا، بل قُمْ واعترفْ بخطاياك واتَّخذ مكانتك الجديدة في المسيح يسوع.
هذا وكونك خادماً للربِّ، فعليك ألا تُسلِم نفسك لمملكة الشَّر، آخذاً بعين الاعتبار أنَّه سبق وقُهِرتْ روح العبوديَّة كي تصبح ابنَ الله غير المُلام وسط جيلٍ معوجٍّ، منيراً كالنور في وسط الظلام الذي يحيط بالخطاة وكالملح الذي يمنع الناس من الهلاك الأبدي (متى 135). لذلك يتوقَّع الله من أولاده أن يكونوا البركة التي أعدَّها في يسوع.
ولأنَّك نلت روح التبنِّي بإمكانك أن تدعو الله الحقيقي بـ: "الآب"، مما يعني أنَّك شخصٌ مميَّز جداً الآن لكونك أصبحت ولداً لمُمسك كلِّ الأمور بيده القديرة، فيحفظك من الشرِّ هذا النَّوع من العلاقة. في الحقيقة كي تتمتَّع بهذه الحماية، ليس عليك كفردٍ من العائلة الإلهيَّة أن تفعل شيئاً آخر سِوى الإيمان بأنَّك ابنٌ للربِّ المقتدر في كلِّ أمر، لذلك يجب أن تسلك وفقاً لمكانتك كابنٍ لله!
لا أنصَح بأنْ يسمح المولود الجديد من الله أن تسود الخطية على حياته. لذلك لا تدعْ أن يحصل هذا الأمر معك، فهو خطَّة العدوِّ لانتهاكِ حقوقك. حيث يرافِق الخطيَّة الانفصال عن الله مما يخوِّل للعدوِّ مضايقتك من جديد.
اِرجع إلى الله الآن مناديَّاً إياه بـ: "أبَّا"، أي (أبٌ)، واثقاً بأنَّه لن يقصُر بالاستجابة لك. فقد حصلتَ على جميع امتيازاته المكوَّنة من: السَّلام والغفران والشِّفاء، وجميع البركات الأخرى. لذلك، سِر مع الله ونلْ تسديد احتياجك، لأنَّ اِنتماءك للعائلة الإلهيَّة يزوّدك بهذه المزايا.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز