-
-
مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. (غلاطية 20:2)
أتعلَم ما هي أعظم معجزة حدثت في حياة الذين قبلوا يسوع كسيّد ومخلّص لهم؟ أنّهم صُلِبوا مع الرّب يسوع، لكن للأسف، كثِيرون لا يدركون ذلك.لقد صُلبنا مع المسيح والنتائج الروحيّة لهذا الأمر تظهر عندما نقبله كمخلّص. هذا ما يعنيه هذا النوع من البركات: أّن الدَّين الذي ورثناه من جرّاء خطيّة آدم، ليس موجود بعد في حسابنا. ولن نعيشَ منفصلين عن الله، إنما المسيح (الحياة الأبديّة) يسكن فينا.فما نحياه الآن في الجسَد، سنحياه بالإيمان تماماً. لأنّ الإيمان كامل بجميع معانيه. كلّ هذا لأنه أحبّنا وأسلم نفسه من أجلنا لنصير نحنُ برّ الله فيه (كورنثوس الثانية 21:5).
فصَلبنا مع المسيح هي البركة التي تجعلنا غير مديونين تجاه الله بسبب الإرث الذي تركه آدم لنا، الذي تسبّب بأذيّتنا وجعلنا منفصلين عن الله، حيث نجّس أرواحنا، وصَار جسدنا ضحيّة لغضب العدوّ. فعلينا أن نتيقّظ الآن، لأنّ هذا أصبحَ من الماضي! ولم يعُد لديه الحق بالضّغط علينا ( كورنثوس الثانية 17:5).
فالدَّين قد زال. لذلك، لا يوجد سبب للعقاب، ولا للمعاناة بعد الآن، ولا ينبغي أن يخضع المسيحي لأيّ اضطهاد من العدوّ. لأنّ أبناء الله قد تحرّروا من جَميع هجمات الشيطان، اذ نالوا الخلاص، وبِما أنّهم صُلبوا مع المسيح يمكنهم الآن أن يتمتعوا بالحياة الوفيرة التي أعطاها لهم ابن الله. وهذا للجميع، لكن هناك بعض الشّروط التي يجب أن تتوفر: ألّا يتمرّدوا ويعصوا وصايا المسيح المخلّص (يوحنّا 1:1-12). لا داعي بعد أن ننتظر برهاناً لمحبّة الله، لأنّه من خلال المسيح أصبحت الحياة الأبدية تسكن داخلنا( رومية 31:8-39). وبالإيمان بابن الله نستمتع بحياتنا في الجسَد أيضاً، فتصبح بلا عيب.كما قلتُ سابقاً، نحن لم نصبح مقبولين في عيني الرّب بسبب برّنا الذاتي أو لأننا نستحق ذلك. بل لأنه أحبنا لدرجة أنّه قدّم نفسه على الصّليب. فصارَ برّ الله لنا (رومية 8:5، 1يوحنا 19:4) . لذلك يجب أن نطالب بحقوقنا في المسيح، لأنّنا نطبّق برّه على الأرض. والرّب ملَك داخلنا ومن خلالنا ( رؤيا يوحنا 10:5).
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز