-
-
"لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا." (إشعياء 18:43)
لقد طلبَ اللهُ من شعبِ إسرائيل عدمَ تذكُّر أرض مصر، حيث كانوا مستعبَدين. لأنَّ نسيان الأذى الذي سبَّبه الآخرون وعيشَ المرء حياته بملء الولادة الجديدة التي نالها من الربِّ هو أمرٌ رائعٌ. ذلك أنَّ الذين يذكرون الماضي يسقطون، فينتهي بهم الأمر متمنّين أن يَحظوا ببعضِ الأفكار الأثيمةِ، الأفكار التي اِعتادت على منحهم بعضَ المتعة آنذاك، إلا أنَّه يجب أن تكونَ متعتنا في محضر إلهنا فقط. هذا وإنَّ أمانة العليِّ نحونا يجب أن تكون السَّبب في اِتِّكالنا عليه لأنَّه تماماً كما تخبرنا كلمته عنه.
لقد أمرَ الربُّ شعبَ إسرائيل أن ينسى مصر، فذاك الأمر سيمنعهم من التمتُّع بحياتهم في الأرضِ الجديدة، وهو يعطينا التحذير عينه اليوم! وفي حال تذكُّرنا لإساءات الآخرين أو لأيِّ نوعٍ من الشرِّ فيبيِّن هذا أنَّنا نجازف بنسيان أنَّنا خليقة جديدة الآن، وبالتالي من المُحتَمل أن نسترجعَ روح المرارةِ والبغضة التي كانت لدينا. وبالنَّظر إلى أنَّ كلَّ الأشياء أصبحت جديدة فإنَّ تركَ الماضي خلفنا سيكون أمراً جيداً جداً.
فإن كنَّا قبل أن نعرفَ يسوع ننقاد من الرّوح عينها التي ما زالت تحكم غير المخلَّصين حتى الآن؛ فما الهدف من تذكُّرنا الأذى الذي سبَّبوه الناس لنا؟ بلا شكٍّ أنَّ يد الله منعتهم من تسبُّب ضررٍ أكبر. فلولا الرب الذي أبقانا آمنين ومعافين عندما كنَّا في الخطية لما كنَّا هنا اليوم! والآن علينا أن نتذكَّر محبته لنا فقط.
من جهةٍ أخرى، أولئك الذين يقضون الوقت متذكِّرين ماضيهم ربَّما بلا رغبةٍ، فيتمنُّون الأمور الخاطئة التي عمِلت على منحِهم نوعاً من المتعة، مثلما حصل مع الإسرائليين عندما كانوا ضعفاء روحيَّاً، فقد يكون الماضي عبارة عن الشَّوق لـ: "الْبَصَلَ وَالثُّومَ." (العدد 5:11). هذا وإن كنتَ تظنُّ أنَّ الإنجيل ليس أفضل من أجمل الأوقات التي اختبرتها في الخطيَّة، فهذا يدلُّ على أنَّك لم تختَبر الحياةَ الأفضل التي نلتها من يسوع حتى الآن (يوحنا 10:10).
ينبغي أنْ ينمو المؤمن في فهمِ الكلمة وفي الرّوح القدس، وهكذا سيكتشف البركات المُعدَّة له. فلا يجب أن يكون غرضُ القداسة تجنُّب الجحيم فقط، لكن في الواقع على الذين يتمتَّعون بالقداسة أن يعرفوا أهمّيتها لحياتهم. والذين ما يزالوا يشتهون شهوات الجسد ويتحرَّقون للعواطف الخاطئة فعليهم أن يفعلوا كلَّ ما في وسعهم ليختبروا كم أنَّ السَّير في القداسة أمرٌ حسنٌ.
حيث يجب أنْ يستند اتِّكالنا على الله إلى أمانته نحونا، وبالتالي نسير بشجاعةٍ ولن نُهزَم فيما بعد وسنتحرَّر كاملاً من كلِّ أكاذيب الشرير. والآن، إنَّ العليَّ أمينٌ ليحفظنا من أعمال الشرِّ ولن يفشل في تكريم كلام شفتيه. وطالما أنَّك تسير جنباً إلى جنبِ أبينا السماوي فبإمكانك أن تتأكَّد أنَّه لن يمسُّك سوءٌ.
ثمَّة معلومات بسيطة حول ربِّنا وإلهنا، فهو بالضَّبط كما تخبرنا كلمته عنه، والذين يتبعونه لن يخشوا الأعداء. لذلك لا تتذكَّر ماضيك ولا تضيِّع وقتك في التَّفكير فيه (فيلبي 13:3)، وعِش العهد الجديد وهكذا ستتمتَّع بحياةٍ أفضل! وستنال من الله الإعلانات الموجودة في الكتاب المقدَّس حالما تؤمن.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز