-
-
"قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»." (يوحنا 33:16)
ما مِن شيءٍ يفوقُ أهميَّة أنْ يثقَ المؤمن في كلِّ حينٍ، لكنَّ الشيطان يتفوَّه بالأكاذيب لغرض إعاقةِ نموِّ حياة أولاد الله الروحيَّة الذين أصبحوا ورثةً ووراثاتٍ للربِّ بسبب انضِمامِهم للعائلة الإلهيَّة. لقد خدع العدوُّ أولئك الذين يظنُّون أنَّهم لن يقدروا أن يُحرزوا تقدُّماً روحيَّاً. والآن إنَّ الفشلَ في النموِّ الروحي هو في الحقيقة الابتعاد عن الحقِّ، لكن عندما يمتلئ خادمُ العليِّ روحيَّاً فهو يُقاد نحو النُصرة.
إنَّ الاِمتلاء الروحي هو أحدُ صفات ابن الله الرئيسيَّة. شجعانٌ هم الذين يؤمنون بإعلاناتِ العليِّ وبإمكانِنا أن نرى الحماسة على وجوههم لأنَّهم يذهبون إلى أرضِ المعركةِ بثقةٍ. إلا أنَّ الذين يسمحون لأنفسهم الانسياق وراء أحاديث العدوِّ المنافقة يظهَرُ عليهم عادةً مظهراً مظلماً جداً فنرى على ملامحهم كما لو شاهدوا وحشاً مريباً ولا يستطيعون أنْ يثقوا بأحدٍ. لكن تؤكِّد لنا كلمةُ اللهِ أنَّه لن يَخزى كلُّ من يضعَ ثقتَه بالربِّ عندما يرفع طلبته في اسمِ يسوع.
لا يهمُّ من أين أنت وما هي خلفيَّتك العلميَّة، لكنَّ حقيقةَ قبولِك ليسوع كمُخلِّصٍ تجعلُ منك وارثاً في المسيحِ (غلاطية 7:4)، وكون أنَّ يسوع استخدمَ قوَّة الآب فإمكانِنا نحنُ أيضاً أن نفعلَ كذلك الأمرِ. ذلك أنَّ المشكلات التي يواجهها المؤمنون لا تأخذُ الربَّ على حينِ غرَّة لأنَّه أعطانا من خلال كلمته الإرشاد الصحيح والسطان كي نحرز الاِنتصار في النِّهاية.
يعلمُ إبليسُ جيداً قوَّة الخداع المدمِّرة أكثر من أيِّ أحدٍ آخر، فعندما كان شيروبيم الله (أسمى مكانة بين الملائكة) ومملوءاً بالمجدِ، قام باِختلاق الأكاذيب فأصبح أدنسَ مُشتَكٍ على أولاد العليِّ. هذا ويعلم الشيطان أنَّه إنْ اِستطاع أن يجعلك تصدِّق كذبةً فيعود الأمر على أنَّك لن تشكِّل تهديداً على مملكة الظلمة لكن ستكون كالدُّمية بين يديه. لهذا السبب لا تصدِّق كلَّ ما يخالف كلمة الربِّ.
ولا يجوز أنْ تعترفَ بعجزك عن الحصول أو اِمتلاك الغنى المُعَد من قبل الله لأولادهِ الأحبَّاء، فسوف سيرى الذين يؤمنون بكلامِ أبينا أنَّه لا يزوِّدنا بالمعلومات التي نحتاجها لإحراز الاِمتلاء الروحي فقط؛ لكنَّه أيضاً يرسل معها القوَّة اللازمة لاستمرارِ عملهِ. لذلك إنْ قلت أنَّك لن تفعل ذلك فيما بعد فأنت تضعُ ثقتكَ بأكاذيب إبليس، وسوف تُحاسَب على فعلك هذا يوماً ما.
وبنظرةٍ تفاؤليّةٍ عليك أنْ تلاحظَ كلام القدير، شريطةَ أنْ تؤمنَ أنَّه سيحقِّق الوعد الذي وعدكَ به. فطالب بما ينتمي لكَ! وتشجَّع وامتلئ بالروح! ولا يجب أنْ تقبلَ أيَّة هزيمةٍ لأنَّ أبينا يقودنا للنُّصرة فقط (2 كورنثوس 14:2). هذا وإنْ كان اللهُ نورنا فمّمن نخاف؟ وإنْ كان حصن حياتنا فمّمن نرتعب؟ (المزمور 1:27). لذلك أنَّ المؤمنين هم كما يقول الربُّ عنهم.
ولا تسمح للخوف أن يملكَ في قلبك، فعندما تشعر بالضَّعف عليك أن تؤمنَ وتعترف بأنَّك تستطيع كلَّ شيءٍ في الله، الذي يقوِّيك. وكون العليُّ حصنك فعليك أن تعلم أنَّك لن تخسرَ معركةً واحدةً. مع ذلك، هناك أمرٌ بسيطٌ جداً عليك تذكُّره: أن تكونَ شجاعاً وممتلئاً روحيَّاً، فهما متطلَّبان أساسيَّان لسيرِ الربِّ أمام المؤمنين وقيادتهم نحوَ الاِنتصار.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز