-
-
"قَدْ رَأَيْتَ. لأَنَّكَ تُبْصِرُ الْمَشَقَّةَ وَالْغَمَّ لِتُجَازِيَ بِيَدِكَ. إِلَيْكَ يُسَلِّمُ الْمِسْكِينُ أَمْرَهُ. أَنْتَ صِرْتَ مُعِينَ الْيَتِيمِ." (المزمور 14:10)
أولئكَ الذين ليستْ مخافةُ الربِّ في قلوبِهم عندما يكونونَ في حاجةٍ أو متى رأوا أحداً آخر يتعرَّض للمصاعب يبدأون بإلقاءِ اللومِ على خالِقنا بسبب تلكَ المحن، فليس من النادرِ أنْ نتلقَّى هذا النوعُ من الشَّكوى من أشخاصٍ من طوائفٍ أخرى. لأنَّ الأشرار لا يهتمُّون حتى لمعرفةِ السَّبب وراءَ اجتياز البعض مّمن يدعون أنفسهم (أولاد الله) المصاعب، وهذا ما حصل لأيوب أيضاً على الرَّغم من كونهِ رجلاً مستقيماً يخافُ الله (أيوب 8:1).
في الحقيقةِ ينظرُ الربُّ إلى المسكين والمحتاج والمعذَّبين من الشيطان ويعلمُ معاناتِهم. وأيضاً في الأمم التي لم يشعّ فيها نورُ الإنجيل، يحمي القدير مواطنيها فهو يحمي جميعَ الناسِ ويحفظهم من هجمات إبليس المُهلِكة، ولو لا هذا لما ظلَّ الكثيرون أحياءً حتَّى الآن. لذلك علينا ككنيسةِ الله أن ننقلَ الأخبار السَّارة بشأنِ الآيات التي يصنعها أبونا السماوي لهم.
فإنْ قرَّرت الكنيسة أنْ تكملَ مهمَّتها المُعطاة من قبل الربِّ فمن المؤكَّد سيخلُص حالاً جميع الذين يعانون، لكنْ هناك بعضُ الرِّجال والنساء ذوي سلطانٍ كهنوتيٍّ إلا أنَّهم لم يفلحُوا في تركيز اهتمامهم وجعل الوصول إلى الضالِّين من أولوياتهم. ذلك أنَّ العديد من شعب الله لا يصلُّون لأجلهم حتَّى ولا يُرسلون تقدِماتهم لأولئك الذين في قتام ِالظَّلام، إنْ كانت تقدماتٍ ماليَّة أو على الأقل منشوراتٍ كتابيَّة.
إنَّنا كمؤمنين أدواتٍ بين يدي الربِّ لجعل المَنسيِّين يُسلمونَ له ذواتهم، ومع ذلك، يمنعُنا الكبرياء البشري، على سبيل المثال، من التَّطوع في خدمةٍ أخرى أو طائفةٍ أخرى. حيث إنَّ أغلب المؤمنين لا يصرفونَ الوقتَ مصلِّين من أجل اِزدهار عمل الكنائس الأخرى، على العكسِ فإنَّهم يتمنُّون لها الفشل في أعماقِ قلوبِهم. والآن، إنَّه لأمرٍ غريبٍ بالنَّظر إلى أنَّ الله الذي ينظرُ إلى نوايا الناس سيدين أولئك الذين سمحوا لإبليس خداعهم.
إنَّ الربَّ مُعينُ اليتامى روحيَّاً المثقَّلين بأحمالِ إبليس، كونهم يدفعون ثمناً باهظاً مقابل النَّجاة. في الحقيقةِ، لا يرغب أحدٌ أن يتطوَّع لإيصالِ الأخبار السَّارة لهم، لكن ويلٌ للذين طمروا وزناتهم لأنَّهم سيلقون بعيداً عن محضر العليِّ (متى 14:25-30). فإنَّه الوقت ليستفيق أولادُ الله للحقِّ!
لا أحد يحتاجُ إلى مقدارٍ كبيرٍ من الإيمان لجعل يد الله تعملُ لصالح الذين هم في حاجةٍ. ذلك أنَّ الضالِّين مثلنا تماماً إلا أنَّهم لم يسمعوا بشارة الإنجيل، لكنَّهم يعبدون آلهة خاطئة. لذلك ما الموقف الذي ستَّتخذه بشأن هذا الأمر؟ فلنْ تحظى بفرصٍ أخرى، إلا في هذه اللحظة بالذات! وماذا عن تقديم المساعدة الآن؟ لمَ لا؟
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز