-
-
وَإِنَّمَا احْرِصُوا جِدًّا أَنْ تَعْمَلُوا الْوَصِيَّةَ وَالشَّرِيعَةَ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِهَا مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ: أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ، وَتَسِيرُوا فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُوا وَصَايَاهُ، وَتَلْصَقُوا بِهِ وَتَعْبُدُوهُ بِكُلِّ قَلْبِكُمْ وَبِكُلِّ نَفْسِكُمْ». (يشوع5:22)
بعد أن رجعَ الربُّ لبني إسرائيل، عادت قبائلُ روبين وجاد ونصف قبيلة منسَّى الى خيَمِهم - التي كانت على الجانب الآخر من الأردنّ، وذكّرهم يشوعُ بواجباتهم في الخدمة: كان عليهم التمسّك بالربِّ وخدمته من كلِّ قلوبهم وكلِّ أرواحِهم. هذه الوصايا مهمَّة لنا اليومَ كثيراً كي يبتهج القديرُ بخدّامِه. بالنِّهاية لا ينبغي لنا أن نكون مسيحيين بالاسمِ فقط.
ذاتَ يومٍ، اعتبرَ يشوعُ نفسَه أنّه قام بتنفيذ العملِ بالكاملِ، ولكن سرعانَ ما وبَّخهُ الربُّ قائلاً إنّه لا يزالُ هناك الكثيرُ من الأراضي التي يجب امتلاكها. فصرفَ السِّبطين والنِّصف الذين تقع أراضيهم خارجَ الأردن، وسمحَ لهم بالعودة إلى منازلِهم. عندما نشعرُ أنَّ العمل الذي تمَّ تكليفنا به قد أُنجِز، يجب علينا التحقّق إذا كانَ قد تمّ وِفقاً للخطَّة الإلهية.
كرجلٍ يخافُ الله، ذكّرَهم يشوع بواجباتهم تجاه كلِّ من يخدم العليّ. لا تنسَ هذه الالتزامات لأنّك إذا فعلت ذلك، فسوف تعود إلى حالةِ الانفصالِ عن الله، ومن ثَمَّ، سوف يرجع العدوُّ بهجماتِه الشِّريرة. ربَّما الكثير من قرّائي قد نسَوا هذا، ونتيجة لذلك وَجدوا أنفسَهم في مواقفٍ صعبة اليوم.
إضافة لمسؤولية السَّير في طريق الله وحفظ ِ وصاياه، فإنَّ واجبنا هو التمسُّك به؛ وإلّا سوف نتصرَّف كأيِّ شخصٍ متديِّنٍ لا يقدِّم أيَّ شيءٍ خاصّ في عبادته للربِّ. عندما يدنو شخصٌ ما من العليّ ويحصلُ على توجيهاتهِ، سيحذّره بشأنِ أيّ طريق خاطئ قد يسيرُ فيه، وبالتّالي سيكون بإمكانه الحفاظ على المسارِ الصَّحيح.
إنّه لأمر هامّ أن تخدم الربَّ من كلِّ قلبك ومن كلِّ نفسِك. فالله لا يقبل الرّوح والقلبَ المجزّء. لذا لا تنسَ أن تُشبِع نفسَك من كلمة الله بالكامل وإلّا ستصبح متديّناً - العقائدُ الدّينية لا تفي بالخدمة الإلهيّة. اِخشَ الله بدلاً من التَّركيز على مفاهيمٍ من صُنع الإنسان.
اِتبع الملاحظاتِ الخمسة التي أدلى بها يشوعُ في هذا المقطع المذكور لأنّها ذاتُ أهميةٍ قصوى. فكلُّ من يلتزم هذه الخلاصة من خدَّام الله، سيصبح ناجحاً في جميع المجالات سواءً كان رجلاً أو إمرأة. كثيرون لا يعرفون لماذا لا يسمعهم الربُّ، بالتأكيد لأنّهم لا يطيعون الإرشادَ الإلهيّ.
أكبر خطأ يرتكبه معظمُ النّاسِ هو أن يُنجرفوا بعيداً بسبب أولئك الذين يعتبرونهم سلطاتٍ ضِمن طوائفِهم. علينا أن نخدم الربَّ - كلمته - وليس الإنسان!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز