-
-
اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَعِيدُون مَا صَنَعْتُ، وَاعْرِفُوا أَيُّهَا الْقَرِيبُونَ بَطْشِي. (إشعياء13:33)
مُعظم النّاس يرتكبون خطأين فظيعين: يبتعدون عن الربِّ أو يَبقون في الجِوار. أولئك البعيدين في الواقع يقاومون دعوة السَّيد المُفرحة: تعالوا إليّ.. (متى 11:28). أما القريبون، رغم أنّهم في الكنيسة، لكنّهم لا يُريدون العلاقة مع الله. الآن الدّعوة للجميع لقبول المسيح كي يعرفوا قوَّته. عندما كان في وسطِنا أظهرَ لنا يسوعُ ما يُمكننا فِعله بالسُّلطان المُعطى لنا.
يُخطئ كلّ من لا يتبع إرشادات الله، ونتيجةً لذلك سيواجه خسائرَ كبيرة. الله لا يُريدك أن تكون بعيدًا أو قريباً. بل يُريدك أن تعيشَ فيه وأن تستمتعَ بأفضلِ ما لديه (أشعياء 1:19). تأكَّد من أنَّك لا ترتكب أحدَ هذه الأخطاء لأنّه ستتمُّ معاقبة كلُّ من يخالف القوانين الإلهيّة، على سبيل المثال، من خلال عدم القدرة على المشاركة في شيءٍ آتٍ من الله. ورغم ذلك، إذا لاحظتَ التّحذيرات الواردة في الآية المذكورة أعلاه، فسوف تنجح.
البعيدون يقاومون صوت السَّيد الذي يدعوهم للمجيء إليه؛ ولكنّ الفشل في إطاعة مثل هذه الدَّعوة المُشَرِّفة هو بمثابة قبولٍ للمعاناة التي تنشأ بسبب هجوم العدوِّ. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الأشخاص الذين يقبلون يسوع يتمتّعون بالحقّ ليكونوا جزءًا من طبيعتهِ، وأن يتمتّعوا بالوعود السَّماوية واختبار الميلاد الجديد. وهكذا يفقد الشَّيطان القدرة على التّصرُّف في حياة هؤلاء النّاس لأنه لا يوجد إدانة في نفوسِهم.
أولئك القريبون هم الذين يرغبون في حضور خدماتِ الكنيسة، ويسبِّحون العليَّ عادةً، وفي أحيانٍ كثيرةٍ يساعدون ملكوت الربّ كفعلة، وبشكلٍ غير مباشر كقائمين على تقديم الخدمات؛ ومع ذلك لا يُمارسون ما يتعلّمونه في كلمة الله. يستمرُّ البعضُ في عيشِ حياة الخطية والإدمان، ودائمًا ما تكون الطريقة التي يعيشون بها لا تختلف عن نمطِ حياة الخُطاة. هؤلاء النّاس لا يستطيعون مقاومة أصغر تجربة.
كلّنا مدعوّون لإختبارِ القوَّة الإلهية. في الواقع لم يُمنع أيٌّ من مدعوي الربِّ من المشاركة في أعمالهِ المُعجزية. من الضَّروري لأعضاء جسدِ المسيح أن ينموا بالإيمان والنِّعمة وأن يشتركوا في الطبيعة الإلهية. للاسف، هناك كثيرون يعيشون بالطريقة السَّابقة نفسَها كما كانوا من قبلٍ لا يقاومون حياة الخطية.
أظهرَ يسوعُ في أيامِ خِدمتِه الأرضيَّة أنَّ الذين يؤمنون بهِ يُمكنهم أن يفعلوا ذاتَ الأعمال الّتي قام بها (يوحنا 14:12). لم يأتِ المسيح كخارقٍ ذو صلاحياتٍ خاصّةٍ لأداءِ العجائب. لقد جاء كإنسانٍ ليُظهر لنا أنَّ الذين يؤمنون بكلمتهِ يستطيعون فِعل نفس الأشياء التي فعلَها.
لقد خُلِقتَ ثانيةً في المسيح، وحصلتَ على روحٍ جديدة هي ذات روح الربّ. والشَّيطان يعلم أنّه فقدك إلى الأبد، لكنّه سوف يلجأ إلى خطته الشِّريرة التي يهدف من خلالها كي يجعلك تصدِّق أنك بلا قيمةٍ، وأنك لستَ سِوى خاطىءٍ بائسٍ وبالتّالي لن تحصلَ على شيءٍ من الله. اِستيقظ! أنتَ عضوٌ في عائلة الله، وبالتّالي يحقُّ لك ممارسة سُلطانك على أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ في اسم يسوع، خُذ مكانك في هذه المَعركة!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز