قوة الإيمان

إنَّ الذين يكرِّسون أنفسَهم للربِّ ويفعلون مشيئته يتمتَّعون بمكانةٍ روحيةٍ ذات أهميةٍ كُبرى؛ وسوف يسكنون في العلاء مع الله، حيث الشَّر لا يمكن أن يمسَّهم أبدًا. من ناحية أخرى، إنَّ الذين ينجرفون بأهواء الجسَد، لا يُدركون مقدار السّوء الذي يسبِّبونه لأنفسِهم، لأنَّ الشّيطان بالتأكيد سوف يصلُ إليهم بسهامِه القاتلة .

أولئك الرّاسخون في الإيمان يُرضون الله، ولا يقبلون أيّ عقدٍ مع الشّيطان، وبالتالي لن تصلَ إليهم قوى الشّر. قد يُغريهم الشَّيطان، ولكن بسببِ مخافتهم لله القدير سيقولون "لا" لخطط العدوِّ دائماً. ومع ذلك، نرى البعضَ من شعب الله تمامًا مثل عخان (يشوع 7: 24-26)، حيث النِّهاية المريرة للذين لا يحترمون الله الأمين.

عندما فهمَ الرّسولُ بطرس أنّ يسوع هو المسيح، ابنُ الله الحي، أخبره يسوعُ أنّ الذي أعلن له ليس لحماً ودمًا، بل الآب (متى 16: 17). قال المسيح أيضاً أنّه على تلك الصّخرة - الوحي - سيتمُّ بناء كنيسته. كلُّ وعدٍ يتلقّاه الانسانُ من الله مبنيٌّ على هذه الصّخرة الغير قابلة للزوال أو التّدمير. لذلك تأكد من أنك تسكنُ في هذه القلعة ولن يسودَ العدوُّ عليك بأيِّ شكلٍ من الأشكال .

تكمنُ طمآنينتك وأمانك في الوحي المذكور في الكتاب المقدّس. فبمجرَّد أن تقيمَ في هذا المأوى، لن تهتزّ أبداً، حتى ^لوسَقَطَ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. (مزمور7:91) لا تحتقر وحيَ الله إذا كنت تهتمّ لحياتك، تأكد دائمًا من اتباع الإرشاد الآتي من العليّ، وإلّا فإنّ الشّيطان سوف يأتي إليك بالكثير من المشاكلِ. ضَع في ذهنك أنّه لا يزال هناكَ وقتٌ لتبدأ العيشَ مع القدير.

يوفّر الخالقُ لأبنائه كلّ قوّة لئلّا ينقصهم شيءٌ من أجل خوضِ المعارك، لذلك يجب أن نخدمَ الربَّ بالحق. أولئك الذين ينجرفون بالاغراءات ويسقطون في فخاخ الشّيطان يعيشون حياة الأكاذيب ولن يشبَعوا أبداً من الخبز الذي يمنحهم القوّة لخوضِ المعاركِ. (يوحنا 35:6)

نلتقي بأشخاصٍ أحياناً، قد يسبّبون الأذى لنا وبطريقة قذرة ومخادعة، فتحزن أروحُنا وتنزعجُ أفكارُنا. وعندما يحدث هذا؛ قد نملأ مشاعرنا بالانتقام والكراهية. لذلك، يجب علينا التّمسك بالوحي الإلهي النّقي تماماً كالمياه التي تطهّرنا وتمنحنا السّكينة كي نتخلَّص من كلِّ هذه الشّرور.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز