-
-
فَلِذلِكَ جِئْتُ مِنْ دُونِ مُنَاقَضَةٍ إِذِ اسْتَدْعَيْتُمُونِي. فَأَسْتَخْبِرُكُمْ: لأَيِّ سَبَبٍ اسْتَدْعَيْتُمُونِي؟». أعمال29:10
خدَّامُ الله يطيعون أوامرَ القديرِ دائماً. لذلك عندما يقول الربُّ "اذهب" ، لا تسأل لماذا؟ بل ينبغي عليك الطاعة. بالنِّهاية، إنّه شرفٌ عظيمٌ أن يُرسلك القديرُ. بغضِّ النَّظر عن التَّكلفة أو التَّضحية أو التَّحدِّيات التي تواجهَها، فإنَّ الله سوف يوفِّر لك الأدوات اللَّازمة لتحقيقِ دعوتك.
لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ (العدد 23: 19) ، فلن يُرسِلَ شخصًا في مهمَّة دون إعداد الطَّريق والموارد اللَّازمة. يطرحُ المُرتابون دائماً أسئلة، يرفضُ العُصاةُ الذَّهابَ ويتساءَل الحمقى إن كانت إرادة الله أن يذهبوا أم لا. ولكن خادم الله المطيع يقولُ: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي». (إشعياء 6: 8).
لا يوجد شيءٌ أفضل من أن تُعطى مهمَّة من الله القدير، حتى لو كانت خطيرة للغاية. فإن أرسلَنا اللهُ، يُصبح الخطرُ غير موجودٍ. والذي يطيعُ الله يصبحُ معتمداً كسفيرٍ لملكوتِ الله. لذلك يمكن لهذا الشَّخص أن يفعلَ ما سيفعله يسوع بنفسهِ. إنَّ المجد الذي سيَحظى به الربُّ في هذا العملِ إذا فعل ذلك العملُ بنفسهِ، ذاتً المجد الذي سيحصل عليه الخادمُ المطيعُ
لم يشكّ بطرسُ في القصَّةِ التي رواها الجنودُ الذين قدَّموا له طلبَ كرنيليوس، لكنَّه كخادمٍ لله أرادَ أن يسمعَ السَّبب من قائد المئة نفسه. في مواقفٍ مماثلةٍ، تأكّد أنّك مرسلٌ من صاحبِ السُّلطان. هناك أشخاصٌ يريدون المدحَ أمامَ رؤسائِهم وينتهي الأمرُ بهم إلى الكذب للحصولِ على الموافقة؛ ولكن سيثبتُ زيفُ كلماتهم لاحقاً.
كُنْ مستعدًا دائمًا لطاعة أمره كخادمٍ للربِّ. عندما تُرسَل إلى معركةٍ، تصرَّف كجنديٍّ في مهمَّة. بغضِّ النّظر عن الوقت أو التَّحدي أو الشَّخص الذي أُرسِلت إليه، فإنَّ الله سيقودك بأمانٍ. مسحةُ الله عليكَ هي اليقينُ أنّك تستطيع اِستخدامها في أيِّ وقتٍ. لذلك كلَّما أُعطيت مهمّة، حقِّقها بفرحٍ وسرورٍ.
أرادَ بطرسُ أن يعرفَ حقيقة السَّببِ الذي جعلَ كرنيليوس يطلب حضوره. وهذا يُظهر وجوبَ حِفظ كرامتنا خلالَ إنجاز مهمَّتنا. بالطبع، اِحترمَ بطرسُ قائد المِئة، لكن يجب أن يُحترَم كخادمٍ للمسيح أيضاً. اِجعل ذلك واضحاً أنك مُرسَل من ملكِ الملوك.
دعوتُنا للخدمةِ هي اِمتيازٌ كبيرٌ لنا، لذلك لا يُمكننا أن نقلِّل من أهميتَها أبداً. بالطَّبع نريدُ الجميعَ أن ينالوا الخلاصَ، ولكن يجب أن نتحلَّى بالحكمةِ من أجل القيام بالعملِ بشكلٍ لائقٍ، فلا يُمكن أن نسمحَ لأحدٍ أن يعاملّنا كأناسٍ لا قيمة لهم، بل كمُمثّلين لملكوت يسوع الأبديّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز