قَدْ نَزَعَ الرَّبُّ الأَقْضِيَةَ عَلَيْكِ، أَزَالَ عَدُوَّكِ. مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الرَّبُّ فِي وَسَطِكِ. لاَ تَنْظُرِينَ بَعْدُ شَرًّا. (صفنيا15:3)

صدرَ الحكمُ ضدَّنا من سقوطِ آدم حتى موت يسوع على صليبِ الجُلجثة بسببِ الخطيئة التي ارتكبَها أولُ زَوجين في جنّة عدنٍ، و هذا أثّر علينا سَلباً حيث اِنفصَلنا عن الربَّ. وهذه العقوبة كادت أن تكونَ أبديةً لولا وجود إنسانٍ صالحٍ قد دفع الثَّمن وخلّصنا من الهلاك. وهكذا جاءَ ابنُ الله وحلَّ مكاننا بموتهِ على الجُلجثة ودفعَ ثمنَ حرّيتنا مرَّةً واحدة والى الأبد. واليوم كلُّ الذين يقبلونه كمخلِّصٍ ينجونَ من الدَّينونة.

لأنَّ موتَ المسيح أنقذنا من العقابِ الأبدي، فلا يوجد شيءٌ آخرٌ يمكنه إدانتنا. لقد ماتَ حملُ الله القدُّوس الطاهر والوديع ليعطينا الحياة، وبدمِه اِشترانا وأعادنا إلى الآب. ليسَ علينا فعلُ شيءٍ آخر لأنَّه سدَّد الدَّين بالكامل. وهكذا، ينالُ كلُّ الذين يقبلون المسيحَ السُّلطة ليكونوا أبناء الله (يوحنا 1: 12)، وبالتّالي لن يخضَعوا لتأثير الظلام بعد، بل يعيشون حسَب الحياة الجديدة. لقد غيَّر يسوعُ مصيرَنا إلى الأبدِ.

يجب ألَّا يخشى أيُّ مسيحيٍّ من الاستمتاعِ بالحياة التي حقّقها الربُّ يسوع (يوحنا 10: 10 ب) لأنّ العملَ الذي أنجزه للبشرية لا يُمكن إبطاله أبداً. لذلك كلُّ الذين قبلوا الربَّ يسوع صاروا أحراراً من سلطانِ الشَّيطان وأصبحوا وارثين لكلِّ وعودِ كلمة الله (رومية 8: 17)

ذكر النَّبيُّ في الآيةِ أعلاه أنَّ العدوَّ الذي يُريدُ سقوطنا قد سُحِقَ. وإن أرادَ أن ينهضَ مرَّة أخرى من أجلِ اضطهادِنا، فلن يكون قادرًا على ذلك، لأنَّ يسوع لم ينتصر عليه فحَسب، بل أهلكَ قِوى الشَّر تماماً. فقدرة الشَّيطان للسَّيطرة علينا ثانيةً لم تعدْ موجودة. حتى لو بذلَ العدوُّ كلَّ استطاعته للوصول الى هدفهِ، فما على المسيحيِّ إلّا أن يعترف بمكانتهِ في الربِّ فقط، ولن يكون أيُّ خيارٌ للشَّيطان إلّا التَّراجع.

أفضل جزئيةٍ هي أنَّ يسوع، ملكُ الملوك، ملكُ الشَّعب المقدَّس هو حالٌّ في وسطِنا. فليس علينا أن نتسلَّق الجبالَ كي نجدَه، ولا نحتاج إلى التّكفير عن الذّنوب أو تقديم الأضاحي، أو أيّ ممارساتٍ دينيةٍ أخرى من أجلِ الحصولِ على الإحسانِ الإلهي؛ بالنَّتيجة إن كان الله معنا فمن علينا؟

يعرفُ الشَّيطان بعد أن طُرِد نهائياً أنَّ قدرته على أن يقودك للخطية قد انتهت. لذلك إن كان يغريكَ، لا تستسلم؛ بل قاوِمه ووبّخه باسم يسوع، فيهرب (يعقوب 4: 7). لذلك اتّخذ مكانتك في المسيح واستمتع بحياةٍ وفيرةٍ.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز