-
-
وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُمْ، فَآمَنَ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ. (أعمال21:11)
تشتّتَ المسيحيّون بسببِ الإضطهاد في جميعِ أنحاءِ العالم. لكن ليس الجميعُ قد أطاعوا الربَّ. هناك أخوةٌ من قبرص وقَيروان تصرَّفوا بطريقة أكثر نبلاً، نقلوا الكلمة إلى الامم. لذلك كانت يدُ الله معهم وأيَّد اللهُ بشارتهم بالعلامات والعجائب. كانت الصَّحوة مدهشة وكثيرٌ من النّاس آمنوا وقبلوا الربَّ. هذا ما يُريد الله منّا أن نفعله اليوم.
بعد مقتل استيفانوس، أوّلُ شهيدٍ مسيحيٍّ، تشتّت تلاميذ أورشليم، وأعلنوا الأخبار السَّارة أثناءَ هربهم من الاضطهاد. يقولُ بعضُ النّاس أنَّ الله سمحَ بحدوثِ الاضطهاد للمسيحيين وإلَّا لبقيوا جالسين عند أقدام الرُّسل، ولَما سمعَ النّاس البعيدون رسالة الإنجيل الحلوة أبدًا.
أمرٌ هامٌّ أن نلاحظ أنّهم لم يفعلوا تماماً كما أمَرَهم الربُّ، لأنَّهم كانوا يبشّرون اليهودَ فقط (آية 19). لذلك لم تكن وصية يسوع قد حُفِظت بالكاملِ. لقد أوصى يسوعُ أن يُبشَّر بالإنجيل للخليقةِ كلّها. واليوم لكي نكون طائِعين لله تمامًا، يجب ألّا نستثني أيّة جماعةٍ أبداً، لأنّنا أُمِرنا أن نقدِّم الخبرَ السَّار للجميعِ، دون أيِّ تمييزٍ.
من الصَّعبِ تصديقُ أنَّ هناك أبناءٌ لله يفرحون رُغم عِصيان الوصيّة، ولكن يجب أن نفرحَ نحن بطاعةِ الله. على سبيلِ المثالِ، كان الأخوة من قبرص وقيروان حريصين على تنفيذِ وصية يسوع تمامًا كما كانت، وقد بشَّروا بالإنجيلِ إلى الأمم. ونتيجة لذلك آمنَ عددٌ كبيرٌ ورجعوا إلى الربِّ. ألا يكون هذا رائعاً لو حدث ذاتُ الشَّيء اليوم؟ ألن يكون ذلك جميلاً لو زرعنا البِذرة الصَّالحة في قلوبِ الضَّالين؟
العلامة على أنّنا نرضي الله هي أن نعاينَ ذراعه تشفي وتصنع معجزاتٍ وعجائب. عندما يُدرك النَّاس حقوقَهم في المسيحِ، فإنَّهم يختبرون ماهيّة إنجيل ملكوت السَّموات حقًا. هناك فرقٌ كبيرٌ بين عقيدة الإنسان (شرائع دينية أو كنسية) وبين الرِّسالة الحقيقية التي أمَرنا يسوعُ أن نبشِّر بها.
لقد زعزعَ اللهُ المكانَ بسببِ إيمان الإخوة في قبرص وقيروان. ونتيجةً لذلك تركَ الآلاف من النّاس دياناتهم الميِّتة ليعبدوا المسيحَ الحيَّ. ما أنجزه يسوعُ من خلالِهم كان ذاتُ الشَّيء الذي سيُنجَز فيما لو قام بالعملِ هوَ شخصيًا. فلكي نرى يدَ الربِّ في العملِ، نحتاج أن نطيعَ وصيَّته.
لا أحد يستطيعُ أن يوجِد بديلاً للإنجيل، ولا يوجد شيءٌ من هذا القبيل أبداً؛ الربُّ هو الإلهُ الحقيقيُّ الواحدُ، ومن خلالِه يمكنك تنفيذ الإرادة الكاملة للآب. إنّه يتوقّع منكَ أن تكون خادمًا مُخلِصًا وأن تفعل الشَّيء نفسَه الذي فعله هؤلاء الإخوة. وهكذا سترى يدَه في العملِ في حياتِك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز