-
-
وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ (1 كورنثوس 12:2)
أنْ نأخذ روح الله هو أفضل ما يحدث لنا. إلا أنّ هناك أشخاص كثيرون يختارون روحَ العالم، ويهتمّون بلذّات الجسد، وإشباع الشّهوات وحبّ المال لدرجة الحصول عليه بطرُق خاطئة. أمّا من يقبل روحَ الله، فسيعرف الأشياء الموهوبة له من الله، دون مقابل، وهو لا يطالبنا بشيء، والكلمة تؤكّد أنّ أمور الله الموهوبة لنا مجّانية. لئلا يقول الجاهلون أنّ عليهم تقديم شيء ما لينالوا البركات الإلهيّة.فكلّ فرد من العائلة السّماويّة بحاجة إلى روح الله. والرّب يسوع هو الذي يُعمّد. وعندما يتعمّد المسيحيّ بالرّوح القدس، يدخل إلى العالم الروحيّ الذي لم يعرف بوجوده من قبل، ويشعر بلمسات روح الله. فيتشدّد ويتشجّع وتزول من قلبه الكآبة والحزن والمعاناة وكلّ شرّ. فمِن دون الرّوح يُصبح المؤمِن ضعيفاً.
روحُ العالمِ ليسَ رمزاً لكلّ من يعيش في الجسد، بل هو حقيقيّ، ومن يأخذه يعيش متعلّقاً ومأسوراً بأمور العالم. فهذا الرّوح يَستعبد الإنسان ويتحكّم بهِ، فيغرق بالإدمان على الكحول، والإحتيال، ويتورّط بالرذيلة والزنى. وكلّ ما يهمّه هي الأشياء النّجسة. فمثلاً، الأسرار الزوجيّة التي خلقها الله بين الرّجل والمرأة، للرّاحة وإرضاء النفس، أصبح كثيرون يستخدمونها بطريقة غير أخلاقيّة. فمن لديه روح العالم، لا يفكر سوى بالخطيّة فقط، ويعتبر كلّ من حوله وسائل لتحقيق أهدافه ومصالِحهِ. بالإضافة إلى أنّ همّه الوحيد هو جمع الثّروة والتنعّم بالحياة وتحقيق المزيد من كلّ شيء. فالأشخاص الممتلؤون بروح الله، يفكّرون كمَا يفكّر الله، ويتألمون بسبب النّقص الأخلاقي الذي في العالم، ويصلّون من أجلِ الضّائعين والمظلومين، ويجاهدون ليقودوا الخطاة إلى الرّب يسوع "الراعي الصّالح". فمَن يأخذ الرّوح الذي من الله سيعرف الأشياء الموهوبة له من الله.أمّا المستعبَدون بروح العالم، يجب أن يتّخذوا قراراً ليفتحوا الباب لكلمة الله كي تعمل في حياتهم. فعندما يتعلّموا أنّ الرّب فعل كلّ شيء من أجلهم، عليهم أن يؤمنوا فقط، ويغيّروا تصرّفاتهم ويتنعّموا بما وهَبَه الله لهُم من خِلال ربّنا يسوع المسيح.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز