قوة الإيمان

يُعاقُ عملُ الله بسببِ الرُّؤية الضَّيقة الخاطئة والغير كاملة التي يمتلكها الكثيرون عن كلمتهِ. لقد أوصى يسوع تلاميذَه أن يبشروا بالإنجيل لكلِّ الخليقة، لكنّهم قدّموا البشارة لليهود فقط. ولكن عندما حدثت النَّهضة تحدّث بعضُ اليهود من قبرص وقيروان إلى اليونانيين، بشّروا بإنجيل المسيح. الأمرُ الصَّحيح الذي ينبغي فعله هو إعلانُ الخلاصِ لجميعِ النّاس بغضِّ النَّظر عمَّا يفعلونه أو من يكونون.

بعضُ الممارساتِ الخاطئة تزعجنا بِشدَّة، لكن يجب علينا فهمُ أنَّ الربَّ يريد أن يُنقذ كلَّ الضّالين. لذلك يجب أن نتحدّث إليهم، ونبشِّر بالرِّسالة التي تخلِّص وتقدّس. أولئك الذين لا يهتمّون بمصيرِ الآخرين يَعصون وصية الربِّ، ويجلبون العارَ والعِقاب على أنفسِهم. لكن الذين يُطيعون الله يمكنهم رؤية نعمتهِ الرَّائعة.

إنَّ التَّبشير لليهود فقط "قيَّد" يدَ الله بالنِّسبة للوثنيين. وفي أيامِنا هذه يحدث ذاتُ الشَّيئ، فما لم نتحدّث إلى كلِّ الضّالين، لن يستطيعَ الله العليّ أن يخلِّصهم. سمَحت مبادرةُ الأخوة من قبرص وقَيروان للربِّ أن يباركَ غير اليهود الذين عاشوا في أنطاكية. من خلال هذا المثال، يُمكننا رؤية المطيعين لوصيّة يسوع "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيلِ للخليقة كلّها" (مرقس15:16) وهكذا نرى قوّته في الشِّفاء والتّحرير وكلِّ أنواع المُعجزات .

عندما سمِعوا الأخبارَ التي جَرَت في أنطاكية، أرسلت كنيسة أورشليم برنابا إليهم، وعلى الرُّغم من نهضةِ الإيمان، لم ينتبه قادة الكنيسة أنّهم لم يطيعوا وصية يسوع بالكرازة للخليقة كلِّها. لذلك نحن بحاجة لنقلِ الأخبار السَّارة إلى العالم.

لقد رأى برنابا الممتلىء بالرُّوح القدس ما كانَ يجري، ولم يؤخِّر نفسَّه بل حثّهم على النّمو في الربّ. أسوأ ما يُمكن أن يفعله الشَّخص هو الاعتقاد أنّه لم يَعُد بحاجةٍ إلى خدمة الربِّ لأنّه خلُصَ من الشّر فِعلاً. أمرٌ هامٌ أن يتمّ تشجيع المسيحيين الجُدُد (على الرُّغم من معرفتهم أنَّهم قد خلُصوا بالفعل)، من قِبَل الذين هم أكثر نضجاً في الإيمان، لينموا في نعمةِ الربِّ.

الحقيقة هي أنَّ جميع الذين ينتمون إلى الله يفرحون برؤية أعمالهِ. لذلك نعلم أنّ الربُّ سيعملُ في حياةِ المَسيحيين الجُدد عندما نشجّعهم على التّبشير بالإنجيل بالطريقةِ الصَّحيحة، وسوف نظهر للعالم أنّنا مدعوون إلى حَملِ الثّمر لمجدِ إلهنا.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز