-
-
أَلَمْ يَعْلَمْ فَاعِلُو الإِثْمِ، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ الْخُبْزَ، وَاللهَ لَمْ يَدْعُوا؟ (مزمور4:53)
تتمتّع رسالةُ الإنجيل بالقدرة على تغيير الضّالين عندما تُعلَن من قِبَل مُرسَلي الربِّ الحقيقيين. فهي تجعلُ أسوأ الخطاة يتوبون ويعيشون في محضر الله. وهكذا تتغيَّر حياة الخاطئ، ويبدأ في خدمةِ الربّ.
إنَّ الأيام الأولى في حياة المؤمن الجديد جميلة، لأنَّها نقيّة مثل حياة الأطفال حديثي الولادة. ولكن بعد مرور الوقت، لا يصحو بعضُهم ويخضعون لخداع الشِّرير مرّة أخرى، فكما جرَّب الشَّيطان يسوع في كلِّ شيء، هكذا يفعل مع الذين ينتمون لله. ولكن عندما يفقد أحدُهم مخافة الربّ لكنّه يواصل حضور الكنيسة والعمل في الخدمة، يصبح عامِلاً للإثم.
يحدث هذا منذ بداية المسيحية. والذين يمارسون الظّلمَ ليس لديهم شيء ليفعلونه تجاه الله؛ فهم يهتمّون بأشياء أخرى، ولا يطيعون ربّ الحَصاد. وهم مثل وصمة عارٍ في أقدسِ عملٍ في العالم. وذات يومٍ سيقولون للسَّيد أنّهم أخرجوا الشّياطين، وشفوا المرضى، وتنبأوا باسمه، لكن جوابه سيكون: لم أعرفكم قط (متى 7:23)
بالنِّسبة لعمالِ الإثم، فإنَّ شعبَ الله يُشبه الممتلكات، أو حشدٌ للمناورة. لكن كيف لشخصٍ ما أن يَخون ثقةَ الآخر؟ فالخداع باسم الربّ أمرٌ بغيضٌ حقًاً، وبالتالي سيكون الحكمُ على هؤلاء الفعلة قاسيًا. إذا لم ينظر الشّعبُ إلينا كمُرسلين من الربَّ، فلن يثق أحدٌ بأقوالِنا ولن يودعَ الناسُ أسرارَهم أبداً.
إذا كنت تعرف شخصاً يتصرَّف كعاملٍ للإثم، ابتعد عنه ولا تصدّق ادّعاءاته بأنّ الله يكشِف له الأشياء. لأنَّ هذا الشّخص لا يخدم الربَّ، والشّيطان سوف يستخدم حياته بأسوأ طريقةٍ مُمكنة. وفي هذه الحالة ستكون أنت الشَّخص الذي يتحمّل العواقب ويعاني من الضَّرر. يقول الكتاب المقدّس أنَّ الذي أرسله الله يتكلم كلام الله (يوحنا34:3). وأنَّ الذين لا يتكلمّون وفقًاً للكتاب المقدّس. لَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ! لأنّه لا يوجد نورٌ فيهم (إشعياء20:8). بالتأكيد، هم قوالبُ فحمٍ غير مضاءة وغير مُجدية.
من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الذين يخدمون الربَّ حقًاً هم ودعاء، متواضعون ومتفانون في عملِ الله؛ ما يهمّهم هو إشاعةُ الأخبار السَّارة بين الضَّالين، شفاء المرضى، تعضيد الذين سقطوا ونشرُ سلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ. صلِّ من أجل هؤلاء الفعلة الحقيقيين، حتى يتمكّنوا من فعلِ الكثير لملكوت السَّموات.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز