أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّرَ فِي دَاخِلِي قَلْبِي. تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ الْقِدَمِ. لَهِجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ. (مزمور143: 4-5)

هناكَ لحظاتٌ تضطربُ فيها أرواحُنا ونشعرُ بالقلقِ. إنَّ الحلَّ الصَّحيح هو أن نتذكّر الأيامَ التي تجسَّد فيها الربُّ والأوقاتُ التي عَمِل فيها فينا ومن أجلِ صالِحنا، وهوَ ما زال يعملُ حتى الآن مع الذين يثقون بهِ ويَدعونه.

في كثيرٍ من الأحيانِ لا نجد تفسيرًا معقولًا للألم الذي يُسيطرُ علينا، على الرُّغم من أنَّنا مسيحيّون، لكن هذا يعكس رفضَنا اللّاواعي لكلمةِ الله. في أوقاتٍ كهذه، يجب أن نقرأ الكتاب المقدَّس، وهذه الشَّركة تشجِّعنا وتقوِّينا من خلالِ الفهم الذي نكسبَه منه.

لا يستطيع شيءٌ أن يعزّينا في هذا العالم، ولا شيءَ فيهِ قادر أن يستبدل مكانة الله فينا. لا يمكنُ للأصدقاءِ ولا للعائلة (مَهما كانت حسنَة) تعويضُ غيابِ الله في حياتِنا. نتلقّى تعزيةً عندما ننظرُ إلى حَمِل الله؛ بالنِّهاية وحده فقط من لديه القدرة على رفعِ معنوياتِنا.

ليس من الصَّعب العودة لتشعر بالإيمانِ القويّ، قوَّة الله تشجّعنا على مواجهةِ مشاكِلنا والتّغلب عليها. لذلك من المهمّ أن نتذكر ما حدث لإخوتنا أيام الكنيسة الأولى: لقد مرّوا بأزماتٍ مماثلة، وعندما تحوّلوا إلى الله، حصَلوا على قوّته وحقّقوا النَّصرَ. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تذكير أنفسِنا بكلِّ ما فعله الربُّ من أجلِنا ومن خلالِنا هو أيضًا تدريبٌ جيدٌ.

فكِّر في كلِّ ما فعله اللهُ الأبدي للبشرية. أخبار أعمالِه تُنتِج صحوةً في قلوبِ الذين توًّجونه كربٍّ وآبٍ. فعندما تلتهب نيرانُ الله في قلبِك، ستشعرُ أنّه بإمكانك التّغلب على أيّ هجماتٍ للشَّيطان. في الواقع عندما يملك القديرُ في حياتِك، ستنتصرُ بالفعلِ.

كلُّ البركات التي أعطاها اللهُ لشخصٍ ما يُمكن أن تعملَ في حياة كلِّ من يضع ثقته فيهِ. لذلك في هذه الّلحظة، اتّجه بقلبك للربّ مصلِّياً، وأخبره بكلِّ ما في داخلك واِطلب منه تجديدَ روحِك. ثمَّ اِقرأ مزموراً أو فَصلاً من إحدى البشائرِ وسوف تشعر أنَّ روحَك تتقوَّى بقدرة الله

إنَّ وعود الربِّ لن تفشلَ أبداً، ويمكن أن تحدث أعمالُه المسجَّلة في الكتاب المقدّس في حياتك بمجرَّد شعورك باستعادةِ الشَّركة معه. في هذه الّلحظة تماماً تكون القِوى السَّماوية جاهزةً لخوضِ معركةٍ لصالحِك. لذا دع قوَّة الله تعملُ فيك!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز