أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. (مزمور3:43)

كانَ على داود أن يسألَ الله عن نورهِ وحقِّه لأنّه عاش قبلَ يسوع. أمَّا نحن اليوم فهذا متاحٌ لنا بالفعل، حيث نسترشد الطَّريق الصَّحيح. فيُمكننا الذَّهاب إلى جبل الربِّ المقدَّس وإلى مسكنهِ، ولن نفتقرَ إلى أيِّ قوَّة نحتاجها لمحاربةِ قوى الشَّر والتَّغلب عليها.

وُجدَ تحتَ تصرُّف الملك داود الأسلحة اللّازمة كي يتغَّلب على قِوى الشَّر التي قامت ضِدَّه وضِدَّ إسرائيل؛ لذلك كان يُصلِّي ويذهب إلى المعركة، وبمعونةِ الله كانَ يخرج منتصراً. اليوم لا يتعيَّن علينا القيام بهذا النَّوع من الصَّلاة، لأنَّ الله قد أرسلَ لنا كلَّ ما نحتاج إليه للتَّغلب على كلِّ شرٍّ مُسبقاً.

أجزلَ لنا الربُّ يسوع النِّعمة والحقَّ، ومن خلالهِما اِمتلكنا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ نقدِرَ أَنْ نَثبُتَ ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. (أفسس6: 11 ، 12). عندما نقرأ الكتاب المقدَّس أو نسمع الوعظ من الإنجيل، فإنَّنا نتلقَّى ما كان يطلبه داود من الربِّ في مزمور43. كلُّ ما نحتاج إلى فعلِه هو التصرُّف وفقاً للخدمة التي قُدِّمت لنا من خلالِ كلمة الله.

إنَّنا لا نفتقر إلى شيءٍ كي نحقِّقَ النَّصر. هذا ما تعنيه القيادةُ بروحِ الله، وبالتالي كلّ ما تحتاجه كي تكون اِبنه وتحقِّق الغلبة على هجمات الشَّيطان التي ترتفع ضِدّك، هوَ ما تفهمه من قراءة الكتاب المقدَّس أو الإستماع لرسالة الخلاص. لذلك أنت بالفعلِ على جبل الربِّ المقدَّس، مستعدٌّ للحربِ؛ قفْ قوياً وثابتاً فقط، وسوف تكون منتصراً.

الآن بعد أن عرفتَ كيف تستقبل النُّور والحقَّ (وبالتالي أنت مهيَّءٌ للمعركة)، توقّف عن التردّد. فالفهمُ الذي تلقيتَه ضروريٌّ لمواجهة قِوى الظلام والتغلُّب عليها. لذا اِطلب من الشّر الذي يُزعجك أن يغادرَ حياتك وأن يُدمَّر. لن يستطيعَ الشَّيطانُ المقاومة إذا اتَّخذت هذا الموقف باسم يسوع.

يمكنك أن تسكنَ في بيتِ الربِّ وتتلقى كلَّ وحيٍ للكلمة. اِطمئنَّ لأنك لن تفتقر إلى القوَّة للفوز في معاركك الخاصَّة. قبل الجلجثة، لم يكن من المُمكن العيشُ في هذا المَقام، لكن الآن كونك عضوًا في جسدِ المسيح فأنت جالسٌ في السَّماويات.

لقد كان داودُ بحاجةٍ إلى البركة في هاتين الفَضيلتين من الله كي يكون منتصراً، لكنك أنت في المسيح اليوم فِعلاً، تعيشُ فيه وتسكنُ معه. لذا يمكنك وينبغي أن تمتلكَ النَّجاح على جميع التجارب التي تواجهك؛ بالنِّهاية أنت ابنٌ لله وقد خُلِقت لمجدِه.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز