قوة الإيمان

قد يبدو الأمرُ متناقضاً، ولكن هناك مؤمنين متشائمين، وهذا الشّيئ يسبِّب لهم المعاناة في أيدي العدوِّ. لا ينبغي على خدَّام القدير أن يغذّوا هذا الشّعور، لأنَّ الربَّ يعلن أكثر من أيِّ شيء أنّنا أكثر من منتصرين (رومية37:8)، لأنّنا نجد صلاح الله في كلِّ مكان، حتى في الهواء الذي نتنفسّه.

لا يجب على الشّخص المخلَّص أن يخافَ لأنَّ الربَّ هو راعيهِ. لكن إن كان يفتقر إلى شيءٍ ما بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ، فمن الجيّد أن يفحصَ نفسَه لمعرفة ما إذا كانت كلمة الله قد اِحتلَّت المرتبة الأولى في حياته دائمًا.

كيف يمكنُ للشَّخص الذي وُلِد من جديدٍ في المسيح وقد صارَ ملكاً وكاهناً لله (رؤيا 10:5) أن يصدِّقَ الشَّيطان، معتقدًا أنّه غير مؤهّلٍ لعملِ الله؟ إذا نظرنا إلى كلمةِ الله، فسنرى أنَّ الربَّ لم يمنح أبناءَه روحَ التّشاؤم. على العكسِ من ذلك، فإنَّ الذين ينتمون إلى الربِّ لديهم وعودٌ وإعلاناتٌ تمنحهم النَّصر في المعارك، والشَّيء الوحيد الذي ينبغي أن يقلقوا بشأنهِ هو ما إذا كانوا سيبقون ثابتين في الإيمان بيسوع أم لا.

بالقول إنَّ الربَّ يحبُّ البرَّ، يعلن الكتاب المقدَّس أنه يتعيَّن علينا المطالبة بحقوقنا؛ ولهذا فإنَّ تنفيذ العدالةِ هو واجبنا. كلُّ ما كُتِب في الكتاب المقدَّس يضمنُ لنا أنَّ الشّيطان لن يتغلَّب علينا. لذلك ليست هناك حاجة للتوسّل للآب كي يباركنا.

عندما نتّخذ نحن المسيحيّون موقعنا في يسوع ونطالب بما يقوله الكتاب المقدَّس عنّا، نرى مشاكلنا تختفي. يمكنك التأكّد من ذلك، إذا لم تتّخذ موقعك في ملكوت الآب، فإنَّ الشِّرير ينجحُ في مهاجمتِك. كونك ابناً لله، فلديك كلمات المسيح، التي تقول إنَّ كلَّ ما نطلبه (أي نصمِّم عليه) باسمه سوف يتحقق (يوحنا 14.14)

أولئك الذين ينخدعون بروح التَّشاؤم سوف يكتشفون أنَّهم ضعفاء. والعكسُ صحيحٌ أيضاً. لذا لا تصدِّق الشَّيطان عندما يحاولُ إقناعك بأنَّ مُشكلتك ليس لها حلٌّ. ثبّت عينيك على كلماتِ يسوع، ولا تخفْ من الشَّيطان أبداً.

كلُّ ما عليك فِعله هو أن تنظر من حولك لترى إلى أيِّ مدىً كان الربُّ صالحاً للذين يثقون به. لماذا سيكون الأمرُ مختلفاً معك؟ أولئك الذين يثقون بكلمات الربِّ المباركة يحصلون على القوّة التي تجعلهم يتصرَّفون كما لو كانوا من صِنفٍ مختلف. تمنحك مسحة الله على حياتك نفسَ القوَّة التي كان يتمتّع بها يسوع خلال خدمته على الأرض.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز