لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا. (مزمور96:119)

جميع أعمال الربِّ كاملة، وكلّ قانونٍ إلهيٍّ له حدٌّ يعيّنه الله نفسه. ورغم ذلك، فإنَّ وصايا الربِّ لا حدود لها، وهذا يعني أنه لا يُمكن لأيّ قوَّة شرِّيرة أن تعيقَ تنفيذ المرسومِ السَّماوي.

يفهمُ الحكماءُ أنّه على الرُّغم من أنّه تمَّ تأسيسه بالكمال، فإنّ أعمالَ الربّ لها حدودٌ، نظرًا لوجود قواعد وأنظمة للتّنفيذ، كلٌّ منها يتصرَّف وفقًا لِخطة الله. ومع ذلك، فإنَّ هذا النظام لا يشمل الوصايا التي يعطينا إيّاها، لأنَّ لديها جوهر الله الخاصّ، كونِه واسعٌ وغير محدود.

الخليقة تطيعُ تصميمَ الخالق. فعندما خلقَ اللهُ كلَّ شيءٍ، حدَّدَ أعمالَه وِفقاً لِما خطَّط له، لذلك لا يُمكن إعاقة الكمالِ مطلقًا، وهذا يشملُ كلَّ ما قد خلقَه. في حينِ أنَّ نهاية العالم لم تأتِ بعد، لكنَّ الخليقَة كاملة وقوانين هذا الكون ستواصلُ اتباع ذات الخطة الأصلية التي وضَعها، لأنَّ كلمة الله لن تفشلَ أبدً.

الاستثناء الوحيد لهذا الحصرِ يتعلَّق بما تمَّ رسمه من نحوِنا. لذلك عندما نفهم ما أمرنا الربُّ أن نفعله، أو ما فعله من أجلِنا، يجب أن نشكره على الفورِ لأجل صلاحهِ. فلا يوجد ولن يكون هناك أبدًا، روحٌ شرِّيرٌ يمكن أن يمنعَ المسيحيين من تلقّي ما يذخره الربُّ لهم.

تشمل وصايا الربِّ جميعَ احتياجاتك. لذلك، لا تقلق إذا غضبَ الشَّيطان بسببِ نجاحِك، فكلُّ ما يُمكنه فِعله هو أن يغضبَ أو يشعر بالإحباط؛ لا يستطيع أن يفعلَ شيئاً ضدَّ ما صمَّمه الله. قفْ بحزمٍ تجاه ما أنشأه الله وتجاهل جميع أعمالِ الشّيطان. وفيما بعد، سيعرفُ الشَّيطان أنّه قد هُزِم بالفعل من قبل الربِّ.

اسعَ لفهم ما أمرك الله بهِ وقُم بتنفيذِ مهمَّتك. لا يوجد شيءٌ لم يخطِّط له الله بالتّفصيل. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الكلمة التي يُرسِلها إليك تمتلكُ السُّلطة اللّازمة لتحقيق ما قِيل لك. الآن قمْ بعملِك لامتلاكِ ما أعدَّه الربُّ لك.

لا يوجد سببٌ كي ترفضَ البركة! لقد أُمِرتَ أن تباركَ الآخرين كخادمٍ لله. لا تنخدع بأقوالِ الشِّرير. فإنَّ الحقَّ يقول أنّك ستمتلكُ كلُّ ما تعلنه الكلمة، إذا حصلتَ على الإيمان، فسوف تُحقِّق انتصارك. ابقَ صامداً ولا تسمح للشَّيطان أن يسرقَ هذا النَّصر الذي هو لكَ مسبقاً.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز