قوة الإيمان

نعلم أنَّ الحقائق الواردة في العهدِ القديم تصِفُ ما يحدث اليوم وهي بمثابة تعاليمٍ من الربِّ إلى كنيستهِ. لهذا السَّبب من المهمّ أن ننتبه إلى كلِّ ما حدث، لئلَّا نفوت الدُّروس القيّمة التي ستساعدنا على خدمة الربِّ اليوم. من يحتقر هذه الدُّروس سوف يسيرُ في الظلام ولن يتمكَّن من تنفيذ خدمته بالكامل.

يُخبرنا هذا المقطع أنَّ خدّام الله يجب أن يَحفظوا ثيابهم مقدَّسة. لكن لا تربط هذا الإعلان بالَّذين يشكِّلون جزءًا من هذه الخدمة المعيَّنة، لأنَّ يسوع لم يقدِّم هذه العطية لخدمة الكنيسة فقط، بل لجميع المخلَّصين^.وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ. (أفسس11:4).

يجب ألَّا نضيِّع أو نبدِّد المسحَة التي أعطاها الربُّ لنا، وكذلك خدمتنا لإسمه، بل تنتقل إلى أبناءنا الرُّوحيين. كما قال يسوعُ، ميراثنا ليس طبيعياً: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا». (لوقا21:8). لا يكفي أن تكون عضوًا في كنيسةٍ كي تتأهَّل، لكن يجب أن تحيا الكلمة في كلِّ ملئِها.

يواجه خدَّام الربِّ التَّجارب أيضاً، لكن يجب ألا يستسلموا أو يقبلوا ذلك أبدًا. سنتعرَّض للتّجارب، حتى أنَّ يسوع جُرِّبَ ولكنَّه لم يخطِئ. على قمَّة التّجلي، أُعلِن عن ثيابِ يسوع، وكذلك يجب أن تكون ملابس الذين يقومون بعمل الله: مثل موسى الذي مثّل الناموس وإيليا الرِّسالة النّبوية (متى17: 1-3).

يُظهر فِعل نَقل المسحَة المقدَّسة إلى أبناء هارون أنَّ الله يريدُ أن يَنقل البركة إلى أبنائنا في المسيح وأن يُكرّسوا بذاتِ المسحَة التي أُعطيَت لنا. في يومٍ من الأيَّام سنَمضي، لكن بينما لا نزال في هذا العالم، يجب أن نتأكد من بقاءِ ملابسنا بيضاء ومقدَّسة ومقتدرة.

يُهيِّء الآبُ النّاس فِعلا كي يَشهدوا عنه للجيلِ الجديد. كما حدث في جميع الأزمنة، سوف تستمرُّ النّار الإلهيّة في إشعال قلوب ملايين البشر. وبينما لا تأتي النّهاية، يجب على الكنيسة أن تواصلَ القيام بما بدأه الربُّ وأمَرَنا أن نفعله (يوحنا12:14).

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز