-
-
«يُضَمُّ هَارُونُ إِلَى قَوْمِهِ لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ. (العدد24:20)
ما الفائدة لو ربِح الإنسانُ العالَم بأسرهِ وكان ذو شهرةٍ واعتُبِر صوتُ الله، لكنَّه لا يقوم بعملِ الربِّ كما أمرَه بالحقيقةِ تماماً؟ سيحدثُ هذا للَّذين يفعلون مشيئتَهم ويفشلون في تلبيةِ الدَّعوة الإلهيَّة كما حدثَ لموسى وهارون، على الرُّغم أنَّهم عَمِلوا 40 عامًا من أجلِ العليّ، لكنَّهم لم ينتبِهوا إلى كيفيّة التصرُّف إزاءَ العملِ الإلهي. فمنعَهم الله من دخولِ أرض المَوعدِ. لذلك يجب أن تؤخذ شؤونُ الله على مَحمِل الجدّ.
لن تفشلَ كلمة الربِّ أبداً (يشوع 45:21). فهي معطاة للإنسان الذي يريدُ تحقيقَ خطّة الله، لذلك يجب ألَّا نتصرَّف وِفقًا لرغباتنا أو اهتماماتِنا أو مشاعرِنا. يجب أن نُنفّذ بإجتهادٍ ما يقوله الكتاب المقدَّس وأن نسعى لإنجازِ العمل كما أمرَنا الربُّ تماماً. لأنّنا سنُعاقَب إذا أضفنا أو أزلنا حرفاً واحداً.
قد يبدو هذا خطأً بسيطًا أو شيئًا كان يجب أن يُشرف عليه الربُّ، لكن عندما ازدروا بإرشاده لكيفية التصرُّف كي يخرج الماءَ من الصَّخرة (العدد20: 1-13)، خسرَ موسى وهارون كليهما الإمتياز بدخولِ أرض كنعان. عِلماً أنَّ الله استخدمَهم لقيادة شعبِ إسرائيل لمدَّة 40 عامًا، ولكن قلَّة اهتمامِهم سبَّبت حرمانَهم من الدّخول إلى أرض الموعدِ.
لم يشهد العالمُ مشرِّعاً مثل موسى. يقول الكتاب المقدَّس أنَّ الربَّ تحدَّث إليهِ وجهاً لوجهٍ (خروج11:33)، وقد كانت خدمته صالِحة، لكنَّه سمحَ لنفسِه أن يتصرَّف بغضبٍ، وقد وَصفت الكلمة ذاك بالتَّمرد. قد يكون هذا بمثابةِ تحذيرٍ لنا جميعاً.
لم يتراجع الربُّ عن قرارِه. لأنَّ موسى عَلِم أنّ الربَّ يتصرَّف بهذهِ الطريقة، وقد قبِلَ مصيرَه ببساطةٍ، فصَعد من سهول موآب إلى جبل نبو وشاهد الأرض الموعودة (تثنية34: 1-3). الدَّرس الذي نتعلَّمه هنا هو أنه يجب علينا التمسّك بما يكشفه لنا الكتاب المقدَّس والسَّعي لتحقيقِ الكلمة المقدَّسة، دون إضافة أيِّ شيءٍ إليها أو الحذفِ منها. إذاً لم يدخل موسى، أعظم مشرِّع في التاريخ، إلى أرض الموعد بسببِ شيءٍ يعتبره الكثيرون خطأً صغيراً، فتخيل ماذا سيحدث لنا!
إذا وقعتَ في التمرُّد، غيِّر موقفكَ، لأنَّك لن تفلتَ من العقاب. لأنَّ ما حدثَ لموسى وهارون سيحدث أيضًا لأيِّ شخصٍ يحتقرُ وصايا الله. لا تدع نفسَك تنساقُ بالرَّغباتِ الجَسدية أو مشاعرِ التفوّق أو الدُّونية أو غرورِ فعلِ مشيئتك الخاصّة. تذكّر أنّك عبدٌ بطَّال حتى لو فعلتَ كلَّ ما أُمِرتَ به، لأنكَ فعلت ما ينبغي القيامَ به (لوقا17: 9-10). وذاك أفضل من أن تكون كسولًا وشرِّيرًا (متى 25: 26-30).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز