-
-
كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. (2كورنثوس7:9)
علِمَ الإنسان مدى أهمية التّقدمة كذبيحةٍ لله منذ فجرِ العُصور. فقدَّم ابنا آدم وحوَّاء قرابين لله- حيث قدَّم هابيلُ حَمَلًا، ففرِحَ الله به، أمَّا قايين -الذي أسلمَ نفسَه للشَّر لاحقًا، لم يفكِّر فيما كان يفعله فلم يحصلْ على استحسانِ الله. لذا اِطلب إرشاد الله دائمًا لكي تُقبَل عطيتُك.
خسِرَ الإنسانُ كلَّ الصِّفات التي جعلته يُرضي الله منذ انفصالِه عن الحضرةِ الإلهية. فالإنسانُ في حدِّ ذاته، لا شيءَ فيهِ يُرضي الخالق. كان يسوعُ واضحًا عندما قال: لا أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، (يوحنا34:5)، و«مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ، (يوحنا41:5). لذلك يجب أن يأتي الإلهامُ والقدرة منه إذا أردنا أن نقدِّم أو نؤدي عَملاً يُرضي اللهِ العليِّ.
من خلالِ الوعظ بالإنجيلِ أو قراءة الكتاب المقدَّس، يتحدَّث الله إلى قلبِك عمَّا يجبُ عليك فِعله، وكيف يجب أن تتصرَّف وكلّ ما هو ضروريٌّ. إذا تصرَّفتَ وِفقًا لإرادةِ الله، فسوفَ ترضيه وسيكون سعيدًا. لكن إذا فشلتَ في مراعاةِ ما يقوله الربُّ (على الرُّغم من المعنى الجيّد)، فأنت تفعل شيئًا لم يأمر به، وسوف تثير غضبَه. بأيَّة حالٍ تقولُ الآية، فرحُ الربِّ هوَ قوَّتكم (نحميا10:8).
لا تهرب أبداً من التّحديات التي وضعَها الربُّ في حياتك. إذا أخبرَك أن تفعل شيئًا كبيرًا، فابدأ في فِعل ذلك واستمرّ في التّقدم نحوَ الهدفِ. إذا دعاكَ الله لتكون الزّارع، فسوف يزوِّدك بالبذور، وعندما تزرعها، سوف تتلقَّى الخُبزَ منه. لذلك لا تخطِئ في تقديم ذبيحةٍ على مضَض، لأنَّ ذاكَ إهانة لله، كما لو أنّه وضعَ عبئًا ثقيلًا عليك.
خطأ آخرٌ هو تقديم عطيةٍ بغرضِ تلقّي المزيد. يجب ألّا يسكن الجشعُ أبداً في قلبِ أبناء الله. بالطبع، هناك وعودٌ قدَّمها الربُّ للذين يطيعونه. سوف يحصلُ المُعطي المسرورُ أكثرَ من ذلك بكثيرٍ؛ ولكن ما يهمُّ حقًا هو طاعتك، وليس دوافعك الخفيّة.
عندما تأتي بتقدمةٍ للربّ، تذكّر أنه لا يوجد متعة لله أكثر من الإيفاء بما شعرته في قلبك. فلا تغيِّر رأيك. بل كُنْ ثابتاً وأطِع وصايا الآب. قالَ أحدُ الأبناء إنّه سيعمل، لكنَّه لم يفعل؛ وقالَ آخر إنّه لن يعمل، لكنَّه تابَ لاحقًا وقرَّر الذَّهاب. هذا الأخيرُ أرضى الربَّ. كُن مثله!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز