-
-
فَقَالَ: «مَاذَا رَأَوْا فِي بَيْتِكَ؟» فَقَالَ حَزَقِيَّا: « رَأَوْا كُلَّ مَا فِي بَيْتِي. لَيْسَ فِي خَزَائِنِي شَيْءٌ لَمْ أُرِهِمْ إِيَّاهُ». (إشعياء39:4)
نحنُ نخوض حربًا ضدَّ قوى الشَّر، وهذه الحربُ لن تنتهي إلَّا عندما يعود يسوع؛ الذي يُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ (إشعياء4:11). لهذا يحسن بك أن تحافظ على الارشاد الذي أعطاك إيَّاه الله، لأنَّ هذا يثير مزيجًا من غيرة وحسَد العدوّ؛ بالنِّهاية، رغم بُعدِ "بابل" عنّا لكنّها ترغب في كنوزنا. الله أكبر قيمة من جميع ثروات العالم، لذا اتبع الإرشاد الذي يقدِّمه.
المسافة التي تفصلُ ملكوت الله عن الجحيم كبيرة. ورغم ذلك، يرسلُ أبو الكذابين عبيده من أرض بعيدة كي يبعدنا عن محضرِ الله، أو يسرقَ كنوزنا. فالعدوُّ يعرف إهتمامنا كثيراً، وعندما يغرينا يلاحق نقاط ضعفِنا. تقول الكلمة: إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. (1كورنثوس 12:10). أدنى سهوة قد تسبِّب العثرة.
كانت المعجزة التي حصلَ عليها حزقيا مجيدة. في الحقيقة، كلُّ ما يفعله الربُّ لنا هو أمرٌ رائعٌ ومجيدٌ. سمعَ الجميعُ عن شفاءِ الملك، لأنَّه إلى جانب المُعجزة نفسها، أعطى الربُّ علامة تجعل الكونَ يتوقّف ويتراجع عن مساره. هأَنَذَا أُرَجِّعُ ظِلَّ الدَّرَجَاتِ الَّذِي نَزَلَ فِي دَرَجَاتِ آحَازَ بِالشَّمْسِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ». (إشعياء 8:38). يطابق هذا في نظام التوقيت الحالي 40 دقيقة.
شعر النّاس في كلِّ مكان أنَّ الوقت قد عاد إلى الوراء بمجرَّد وصول الأخبار عن الشِّفاء، وسأل الملكُ النبيَّ أنَّ الوقتَ الذي تراجع كان يُعتبَر كإشارة. وهكذا علِمَ الشَّيطان أنَّها فرصة لمعرفة ما يوجد في إسرائيل. فأرسلَ سفرائهِ "لتهنئة" حزقيا لأجلِ البركة التي تلقّاها.
وبَّخَ إشعياءُ الملكَ لأنَّه أخطأ (بإظهارِ ما يمتلكه). قد يكون هذا درسًا لنا، لأنه إذا أظهرنا لعدوِّنا "الكنوز" التي حصلنا عليها من الربِّ خلال مسيرِنا معه، فإنَّ الشَّيطان سيحاولُ سرقتها منّا. يُخبرنا يسوعُ أن نسهرَ ونصلِّي لئلا يأخذ أحدٌ إكليلنا.
يعلِّمنا الوحيُ الإلهي أن يكون لنا علاقة مع أبينا السَّماوي، وكذلك إعدادنا لمواجهة أيٌّ من هجمات الشَّر. لهذا يجب أن نحتفظ بذلكَ ككنزٍ لنا. وَلاَ نطْرَحُ دُرَرَنا قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ (متى 6:7).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز