-
-
وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا لِيَعْرِفُونِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، فَيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، لأَنَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيَّ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ. (إرميا7:24)
انفصلَ الإنسانُ عن الله بسببِ السُّقوط، ومنذ ذلك الحين أظهرَ الربُّ أنه لن يترك خليقته التي صنعَها على صورته ومثاله في أيدي الشَّيطان. كان هذا الخرابُ أكبرَ ممَّا يمكن لآدم أن يتخيّله، إذ مات الإنسان إلى الأبد. ورغم ذلك نرى في هذه الآية من خلال النبيِّ إرميا، أنَّ الله القدير وعدَنا بقلبٍ جديدٍ، لأنّنا لا يمكن أن نتصالح معه إلّا من خلال تجديد الرُّوح.
فإذا لم ترجِع إلى يسوع لن تصبحَ شخصًا جديدًا، وهذا يضعُ الكثيرين على المِحَك. إذ ينبغي أن يلتفت الذين قبلوا يسوع إلى هذه الرِّسالة المقدَّسة، فهناك سببًا لإعلانِ هذا لنا. الحقيقة هي أنَّ الله يريدنا أن نتعرَّف عليه، يريدنا أن نختبرَ قوَّته ونستمتع برفقتهِ ويُسعدنا بشخصهِ.
يجب أن تكون مهمَّتنا الكبرى هي المتابعة في معرفة الربِّ (هوشع3:6). والذين يفعلون هذا يمتلكون السَّلام بغضِّ النّظر عن هجماتِ الشَّيطان، فمن خلال صلاةٍ بسيطة يمكنهم إيقاف أعمال الشَّيطان في حياتهم وفي حياة الذين يطلبون مساعدتهم. عندما نعرف الله، يمكننا أن نطالبَ بحقوقنا ونعرف كيف نتشفَّع في صلواتِنا. فيجب متابعة معرفة من أصبحَ أباً لنا بعد نوالِ الخلاص.
يريدُ الله منَّا أن نعرفَه كربٍّ لكلِّ شيء، باِعتباره الواحد الذي يستطيعُ فعل كلِّ شيء وتلبية جميع اِحتياجاتنا. في كثيرٍ من الأحيان، يفعل أكثرَ ممَّا نطلب أو نفتكر (أفسس 20:3). باِعتباره الرَّاعي الصَّالح، يريدُ أن يربِضنا في المراعي الخُضر قرب مياه الرَّاحة. يَرُدُّ نَفِوسنا. ويَهْدِينِا إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ (مزمور23: 2-3). فالذين يعرفون الربّ لا يعرفون المعاناة.
تتغيَّر حياتُنا تمامًا عندما يقبلنا كجزءٍ من شعبهِ، لأنّنا نُستثمَر بسلطانٍ حقيقيٍّ ونتلقى كرامة كأبناءٍ لربِّ الكون. نُلبس ملابس الكمال والطّهارة، فيسعَد الله بنا. ولن تَعد للشَّيطان القدرة كي ينجحَ في تدمير حياتنا، فنمتلك البركات التي أعدَّها الله لنا.
عندما يصبحَ الربُّ إلهًا لنا تُفتح أبوابُ السَّماء دائمًا، ونُعطى مكانة روحية سامية إذ نُصبح قادرين على الاعتماد على جيش الله لخوضِ معاركِنا. فلا يُمكننا منع التّجارب من التحليق فوق رؤوسنا كالطيور، لكنّنا نستطيع منعَها من التَّعشيش في حياتِنا. لذلك يجب أن لا ننحني أمام الشَّرير.
الخطوة الأولى هي العودة إلى الربِّ من كلِّ قلبك. فيتجدَّد قلبك وتتغيَّر حياتك تمامًا، لأنَّ خطاياك قد غُفِرت. وهذا لن يحدث إلَّا إذا قبلتَ يسوع وخدمته حقًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز