-
-
الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ. (مزمور22:34)
أودُّ أن أقدِّم بعضَ الأخبار الحسَنة لخدّام الله الذين سَقطوا في الخطيئة: لن يستمرَّ سقوطُك إلى الأبدِ، لأنَّه وعدَ بإنقاذِك من أيدي الشَّيطان. أليس لطيفًا أن لا يستسلمَ المسيحيّونَ أبدًا للتَّجربة؟
خسِر بكرُ يعقوب (رأوبين) حقوقه لأنَّه صَعِد على مَضجعِ والده (التكوين49: 3-4). وبالمثلِ فإنَّ الكثيرَ من المسيحيين سيفقِدون ميراثهم لأنهم صَعدوا على مضجعِ أخٍ في الإيمان أو غيرِهم من النّاس.
يستسلم بعضُ خدَّام الربِّ للتّجربة والخطيئة للأسف. لكنَّ الرَّسول بولس كان له موقفٌ مختلفٌ: لقد جاهد الجهادَ الحسَن، وأكملَ السَّعي وحفظ الإيمانَ، فحصلَ على إكليل البرِّ (2 تيموثاوس4: 7-8). لذلك يجب أن تستمرَّ في الجهاد ضِدَّ التّجربة، لأنَّ خطة الله هي أن نحفظَ رؤوسِنا مرفوعة، فمجدُ الربِّ هو الذي جعلنا جزءًا من جسدِ المسيح.
الربُّ لا يريد أن يُسلِمك بين يدي الشِّرير. لقد خلقك ثانيةً في المسيحِ لأعمالٍ صالحةٍ قد سبقَ وأعدَّها لك كي تسلكَ فيها. عندما يرى اللهُ أحدَ أبنائه يرتكبُ خطيئةً، يحزنُ قلبُه والرُّوح القدس يتحرَّك. في (المزمور 22:34)، الفعلُ المُستخدَم هو يفدي، أي ينقذ من حالةِ الخطيئة وعواقِبها. لكنَّ الكثيرين من أبناء الله لا يعرفون أنَّ الربَّ يهتمُّ بهم.
قامَ إبراهيمُ و 318 من عبيدِه الذين وُلدوا في بيتهِ لوطاً ( تكوين14: 12-14)، وهذا هو ما يفعله اللهُ لنا عندما يحاصِرنا الشَّيطان. يتبعُ خرافَه الضَّالة حتى يَجِدها، ثمَّ يضَعها على منكبيهِ فرِحاً (لوقا15: 4-5). إذا لزِم الأمرُ، يقتلُ الربُّ أسدًا و دبًّا لإنقاذِ خرافهِ من أفواهِهم، لأنّه لا يريد أن يخسّرَ أيًّا من الذين ينتمونَ إليه.
السِّرُّ هو أن تثقَ في الربِّ حتى لو وقعتَ في الخطيّةِ. وهو لن يتظاهرَ بأنّك لم تُخطئ، أو أنَّ الخطيّة لن تفصِلك عنه، ولكن بطريقةٍ محبَّبة، سيوضِّح لك أنَّ الأمرَ لا يستحقُّ البقاءَ في الخطأ. الحزنُ الذي تشعر بهِ جرّاء انتهاكِك لوصاياه هو مجرَّد عيِّنة من شعورِك طِوال الأبدية إذا لم تتبْ واستمرَّيت في الضّياع.
الدَّينونة ليست للذين تمَّ فداؤهم. إنَّها للأشرار، لأولئك الذين ليس لديهم مخافةُ الربِّ. فالذي يقاومُ صوتَ الرُّوح القدس سيصرخُ في يومٍ من الأيامِ يائِسًا، ولكن بعدَ فواتِ الأوان. يجب على كلِّ من سقطَ في فخِّ الشَّيطان أن يستفيدَ من العَرض المقدَّم من الله وأن يطلبَ الغفران فورًا، لأنّه لا يمكن أن يعيشَ بعيدًا عن أبينا اليومَ أو غدًا.
أولئك الذين نالوا الفداء سيأتون إلى صِهيون متصالحين مع الله. أمَّا الذين يستمرُّون في المجيء إلى بيتِ الربِّ ولا يشعرون بحضورِه، فلم يحصلوا على الخلاصِ بعد، لذلك هم في خطرٍ. يجب أن تصلِّي الكنيسة باستمرارٍ من أجلِهم، لأنَّهم يحتاجون إلى النَّجاة من الذي يستعبدهم.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز