-
-
فَلَمْ يَسْمَعْ شَعْبِي لِصَوْتِي، وَإِسْرَائِيلُ لَمْ يَرْضَ بِي. فَسَلَّمْتُهُمْ إِلَى قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ، لِيَسْلُكُوا فِي مُؤَامَرَاتِ أَنْفُسِهِمْ. (مزمور81: 11-12)
تبعية الخالق تعني التّعلم من أحكم كائنٍ في الكون. إنّه أبانا إضافة إلى عظمتِه؛ فهو يعطينا النّصيحة الحسنة دائماً. لا شيء يُقارن بالحكمة التي تخرج من شفتي العليّ، والتي تخدم كلَّ الناظرين إليه. لذلك كلُّ الذين يتعلمون من الربّ، الوديع والمتواضع القلب (متى29:11)، ينالون الإنتصار.
لا يميل الإنسانُ إلى الالتفات إلى صوت الله بسببِ خطيئة آدم. يعلمُ الناسُ أنّ الربَّ لا يكذب أبدًا، وأنه يعرف كلّ شيء وأنّ مشورته نافعة دائمًا، ولكن عندما يحتاجون إلى الاختيار بين رغباتهم وما يقوله الربُّ، فإنَّ الشّيطان يفوز دائماً. بعد ذلك يبدأ الحزن واليأس، والذين لم يُصغوا إلى صوت الله يطلبون الغفران ويتعهّدوا بتصحيح الأمور.
من الصَّعب تصديق ذلك، أنّ الإنسان يهرب من الحياة، والطبيعة البشرية تبحث عن الموت. يجب أن نقاوم تلبية رغباتنا الجسدية؛ وإلّا سوف نحترق في النار الأبدية. فمن يسعى للنجاح ولا يريد الانضمام إلى الأشرار، يجب أن يتخذ موقفًا في المسيح ويتغلب على كلِّ العوائق الشِّريرة التي تمنعه من الإنحناء أمام الربّ الإله. اِحذر من الموت الأبدي!
الإنسان الذي يسعى إلى إشباع شهواتِ قلبه رغم كونها قذرة أو شرِّيرة، لا يستجيب لصوتِ الرُّوح القدس. والأسوأ إنه أعمى، لا يستطيع رؤية الهاوية أمامه. يتخلَّى عن الربِّ من أجل سعادة مؤقتة وكاذبة، وبعد ذلك تزداد معاناته.
الحقيقة هي أنَّ البشر يسعون دائمًا إلى السَّير بحسب مشورتهم. فنحن متسرّعون في اتّخاذ القرار دون تفكير وينتهي بنا الأمر لإرضاء الشّيطان بدلاً من إزعاجه. يجب أن نتذكر كلمة الله عند مواجه التجربة، وإلّا فسوف نسقط. فكر في القرارات التي اتخذتها دون مراعاة صوت الله واستعدّ لمواجهة العواقب.
يختلق العدوُّ ويضع رغباته القذرة إلى جانب كلِّ شيء مفيدٍ وشرعيٍّ ومبارك يمنحنا إيّاه الربُّ. يجب أن تستند قراراتنا دائمًا إلى ما يقوله أبونا حتى لا نتعثّر ونقع. لا تسمح لنفسِك أبداً أن يخدعك الشّيطان.
استمع إلى صوت الله المُعطى لك من خلال كلمته واِتبعه، حتى لو تعارض مع رغباتك. إذا تصرَّفت هكذا، فلن تتزعزع أبدًا. الربُّ لديه سببٌ وجيه لتحذيرك. فهو يريد الأفضل لك، لذلك يتحدث إليك من خلال الكتاب المقدّس. قل نعم للذي يحبك حقًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز