-
-
وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. (مرقس33:5)
شُفيَت تلك المرأة لأنّها أخبرت يسوع بالحقيقة الكاملة؛ أعلن أنّها ابنة لله وخلّصَت نفسها. بالإضافة إلى ذلك، حصَلتْ على حمايةٍ من الله وضمان عدم عودة آلامها. كلمة الله تخبرنا: مَنْ يَتَفَوَّهْ بِالْحَقِّ يُظْهِرِ الْعَدْلَ، وَالشَّاهِدُ الْكَاذِبُ يُظْهِرُ غِشًّا (الأمثال ١٢-١٧). هذا هو السّبب في أنَّ أفضل ما يجب فعله أمام الربِّ هو قول الحقيقة كاملة.
لم تذكر تلك المرأة فقط أنَّها شعرَت من الربِّ أن تلمس هدبَ ثوب يسوع، بل سكبت قلبها أمامَه أيضًا؛ لذلك تمكَّن من إعطائها البركة. هالكٌ هو الذي لا يسكب قلبه ويعترف بخطاياه للربّ لأنّه يسمح للعدوِّ أن يتصرَّف في حياته.
قال الملكُ داود أنَّ الرَّجل الذي لا يحسب له الربُّ خطية هو شخصٌ مبارك، ولا يوجد في روحهِ غشٌّ (مزمور2:32). إضافة إلى ذلك، قال إنه عندما سكتَ، بليت عظامه (عدد3). هذا يحدث لكلِّ من يخفي آثامهِ. فلا يهمَّ الثّمن الذي تدفعه، إذا كنت ترغب في أن تنجو من أيدي الشَّيطان، اعترف بتعدياتك الخاصّة إلى الله. فإذا كنت قد آذيت شخصاً ما، اذهب إلى هذا الشّخص وسوِّي الأمرَ معه. لا يبرِّر العليُّ أيًّا من تسبَّب بالأذى لشخصٍ آخر، أو من يخدع شريك حياته مثلاً.
غفرَ يسوعُ كلَّ التّعديات لتلك المرأة وكان إيمانها أساس خلاصِها. ومنذ ذلك الحين، لم تعد تؤذيها الأرواحُ الشِّريرة. إنَّ شفاء الصَّبي الذي امتلكه الشَّيطان في ( مرقس9: 17-27) يدلُّ على وجوب توبة الأبِ وضرورة صراخهِ للربِّ. فلو لم يتضرَّع، لما نجا ابنه من الأرواح الشِّريرة التي كانت تعذّبه.
لا تدع نفسك تُخدع من قِبل شيطان الخِزي. الشَّخص الذي أُسيء إليه، له الحقُّ في معرفة نوع الشَّخصية التي كنتَ عليها عندما فعلتَ هذا الشَّر. إن كان الخلاصُ قد وصلَ بالفعل إلى بيتك، فعليك التصرُّف مثل زكا، الذي وعد بإعادة أربعة أضعافٍ، إذا كان قد أخذ شيئاً من أيِّ شخص بإدعاءٍ كاذب (لوقا8:19). بسبب موقفه هذا، قال يسوع أنَّ الخلاص قد وصلَ إلى منزل زكّا (آية ٩).
بعد أن سمِع يسوعُ الحقيقة كاملة، جعل تلك المرأة عضوة في العائلة السَّماوية. أصبحت ابنة لله، وبالتالي لم تعدْ تتصرَّف بطريقة خاطئة، ولن تعاني من الأرواح الشِّريرة. ليت الربّ يتّخذ هذا القرار بشأنك ويجعل إيمانك ينمو إلى درجة نوال الخلاص! ولا حتى أكبرَ عارٍ يعوِّض هلاكك.
منذ اللَّحظة التي قال فيها يسوع: اذهبي بسلام، كانت المرأة قادرة على الذهاب إلى أيِّ مكان، لأنَّ الشَّيطان لم يعد بإمكانه أن يلمِسها. يُمكن للشَّيطان أن يخطِّط لشيءٍ ضدَّها، لكنَّها كانت بمحضرِ الله 24 ساعة في اليوم، سبعة أيامٍ في الأسبوع، وهكذا تنجو من مخططاته الشِّريرة. لقد خلَصَت إلى الأبد. وأنتَ ماذا عنك؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز