-
-
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ». فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ وَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.
( متى8: 7-8)
عندما دخل يسوعُ إلى كفرناحوم الواقعة على الشَّاطئ الشِّمالي لبحر الجليل، لاحظ قائدُ المِئة المعجزات التي كان يقوم بها وتوصّل إلى استنتاجٍ مفاده أنَّ الله كان يعمل من خلال اِبنه. أحياناً نريد نتائج فورية، فنبدأ بمطالبة الله بظهور تلك النتائج بعد أن نكرز بالكلمة. وإذا لم يرغب أحدٌ في التغيير، نعتقد أنَّ الله القدير لم يستخدمنا أو نتّهم الناس بقساوة القلب. بأيّة حالٍ، يجب على خادم الربِّ أن يدَع الله يقوم بالعملِ دائماً.
سَمِع رئيس الكتيبة الرومانية من شفتي الربِّ الوعدَ بأنَّه سيذهب إلى منزله ويشفي عبده الذي كان معذباً مشلولاً عندما بحثَ عن السَّيد. ما هي أفضل إجابة يمكن لأيِّ شخص تلقيها عندما يلتمس شيئاً من الله؟ بالنِّهاية مادام معنا، فإنَّ مشاكلنا محلولة. ورغم ذلك ليس وجود يسوع الطبيعي معنا (بالجسَد) هو الذي يؤدي العمل، بل استجابتنا لِما يقوله لقلوبنا.
من النَّاحية العملية، سيتحرَّك الجميعُ إذا سمِعوا نفسَ العبارة التي سمِعَها قائدُ المئة من فمِ الربّ يسوع. ومع ذلك، لم يكن الأمرُ أكثر أهمية من الوحي الذي تلقّاه لأنّه لاحظ خدمة الربِّ. إنَّ ما يعلِّمك الله من خلال قراءة الكتاب المقدَّس أو الوعظ بالإنجيل أو التأمل في كلمته هو ما يجب أن تؤمن به. لا تتخلَّى عن التعلّم الذي تحصل عليه في مدرسةِ الرُّوح القدس.
حتى بعد الإستماع لوعد يسوع بالذّهاب معه، اختار قائد المئة التّمسك بما تعلَّمه من الله من خلال إيمانه. وهذا يوضِّح أنه لا ينبغي لنا أن نقايض أيَّ شيءٍ يُخبرنا الله به، فما جعلنا نفهمه منذ اليوم الأول لتجديدنا يبقى معنا إلى الأبد. هذا هو النُّور الذي سيضيء طريقنا والمِصباح الذي سيوضِّح لنا أين يجب أن نخطو (مزمور 119: 105).
تذكَّر النَّبيُّ الجديد الذي وقف أمام يربعام، ملك إسرائيل الشِّرير، الذي قبِلَ وحياً آخرَ غير الذي أعطاه إيّاه الربُّ، ولهذا السَّبب عينهِ افترسه أسدٌ (الملوك الأول 13: 1-32). لا تبعد عن ما أعلنه الربُّ لك. فالذي يعلّمه الله القدير لك من خلال كلمته لن يتغيَّرأو يتبدّل لأيِّ سببٍ كان.
الذي ينتمي لله يعلم حقاً، إن كان مُخلِصاً، الوقت المناسب للتصرُّف. لذلك، لا تطلب أيَّ ترويجٍ آخر غير الذي يتوافق مع ما تعلَّمته من خلالِ كلمة الله. الربُّ لا يُعلِّم شيئاً اليوم كي يغيّره غداً. ولكن ببساطةٍ يوسِّعه.
الحقيقة هي أنَّ قائد المِئة آمن بما تعلَّمَه من الكلمة الإلهية وهذا جعلَ خادمه يتعافى. ثِق بما يقوله لك القديرُ، وفي الوقت نفسِه، ابحث عنه الكلمة التي تصنع الفرق. الربُّ لن يفشلَ في الردِّ عليك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز