-
-
لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، 12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ (كولوسي1: 10-12)
أثنى الرَّسولُ بولس على إيمان أهل كولوسي. لقد قبِلوا هذا الإيمان من خلالِ أبفراس، خادم الربِّ الأمين، من خلال كلمة الحقّ- الإنجيل. وهكذا من خلال فهم النِّعمة الإلهيّة، أظهروا محبةً كبيرةً بالرُّوح القدس؛ ممَّا دفع هذا الرَّسول ومجموعته ليصلّوا أكثر، كي يَفيضوا بمعرفة الإرادة الإلهية والفهم الرُّوحي.
طلبَ بولسُ منهم أن يسلكوا بطريقةٍ جديرة أمام الآب، فلا توجد وسيلة أخرى لإرضائِه. وبما أنَّ الله يستحقُّ الاكرام والمدحَ والوقار، فهو لا يتوقّع من عبيده أن يعيشوا بطريقةٍ مخزيةٍ، أو يسبِّبوا الّلوم لاسمهِ ومجده، وهذا ينبغي أن يَظهرَ في حياة جميع الذين قُبِلوا في العائلة الإلهيَّة.
يجب أن نُبهِجَ قلبَ الربِّ في كلّ أمرٍ، لأنّه نقيٌّ، كاملٌ، وليس فيه غشٌّ ولا مكرٌ أبداً. لذلك كوننا جزءًا من جسدِ المسيح، فإنَّ الحدَّ الأدنى الذي يجب فِعله هو التصرُّف بطريقةٍ تمجِّد اسمَه. يَسعَدُ الله عندما نبتعد عن الخطيئة، وعندما نهرب من أيِّ مظهرٍ للشَّر وعندما نحافظ على قلوبنا بشكلٍ نقيٍّ وطاهرٍ (1 تسالونيكي 5: 22). من خلال السَّير قُدماً بهذه الطريقة، لن يوجد من يقاوم هذا الطريق الذي يُظهِره لنا.
كما يتوجَّب على أيِّ شخصٍ آخر يحبُّ الربَّ، هكذا يجب على أبناء كولوسي أن يتصرَّفوا مثمرين في كلِّ عملٍ جيِّد، فهذا هو الهدفُ الذي يجب أن نسعى إليه. ينبغي على كلِّ ابنٍ وابنة لله أن يبذلوا قصارى جهدهم كي يُثمروا الثِّمار اللَّائقة، على غرار المثال الذي قدَّمه لنا يسوعُ. وأيضًا، يجب أن يكون عملُ الربِّ مقدَّسًا، تمامًا كما هو، فلا يمكننا استبعاد أنفسِنا من هذه المسؤولية، أو يمكن إدانتنا بسبب قيامنا بعملهِ على نحوٍ مخادعٍ (إرميا 48: 10 أ).
أظهرَ بولسُ اهتمامَه الخاصَّ أيضاً: كان على أهل كولوسي أن ينموا في الفهم، لأنَّه بدون فهمٍ روحيٍّ، لن يكون هناك الكثير من المظاهر الإلهية بينهم. حسنًا، الأشخاص الذين لا يتطوَّرون في العلوم سيكونون محدودين في المعرفة دائماً. لقد تركَ لنا الخالقُ ثرواتٍ عظيمة تساعدنا على العيش بشكلٍ أفضل. ومع ذلك فإنَّ الأشخاص الذين لا يعرفون هذه الثّروات يقيِّدون أنفسَهم ولا يتلقّون الكثير من البركات التي من شأنِها أن تجعلَ حياتهم أسهل.
هناك كلُّ أنواع الحصون في الربِّ، ولهذا السَّبب فإنَّ كلَّ من يفهم ويتلقّى هذه القدرة، يصبح أقوى في المعركة ضدَّ أعدائه. الشَّيء الجيّد هو أنّ هذه القوَّة هي بالفعل لنا من خلال مجدهِ وتسبيحهِ. لذا كُن دائمًا ممتنًّا للآب، الذي جعلك مؤهّلاً لتشترك في ميراثهِ مع قديسيه. وهكذا باسم يسوع، ستتوفّر لديك الشُّروط اللّازمة للانتصار في جميع معاركك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز