-
-
وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ (كولوسي1: 21-22)
خُلِقَ الإنسانُ كاملاً. لكنَّه قدَّم نفسَه لأكاذيبِ الشَّيطان وأصبح ضائعًا تمامًا بارتكاب الخطأ. يحدث الشَّيء نفسه مع العديد من المؤمنين الذين لا يُدركون أنَّهم وُلِدوا من جديد في المسيح، تبرَّروا، صاروا أبرياء تماماً. وعلى الرُّغم من غفران خطاياهم لكن سيِّد الضَّلال يخدعهم من جديدٍ في مرّاتٍ كثيرة فيسقطون في أيدي الشَّيطان.
لقد سقط آدمُ، فخسِرنا مكانتنا الخاصّة؛ لقد أصبحنا غرباءً وأعداءً كليًا بسبب أعمالِنا السَّيئة، وقد انفصلنا عن الحياة وأفسدتنا الطبيعة الشَّيطانية تمامًا. في (1يوحنا 3: 10) يقول أنَّنا أبناء الشَّيطان. في الواقع، ليس هناك شيء صالحٌ فينا، وحتى أولئك الذين يُعتبَرون "الأنقى والاكثر براءة" لا يمكنهم الظُّهور أمام الربِّ.
أمَّا الربُّ فقد نظر إلى معاناتِنا الأبدية وهكذا أحبَّنا و وضع خطة كاملة لخلاصِنا وإنقاذنا من الموتِ الأبدي. وللقيام بذلك، كان على إنسانٍ ما أن يحلَّ محلَّنا- ولأنَّه لا يوجد أحدٌ صالحٌ بيننا، فإنَّ الشَّخص الوحيد الذي يمكن أن يخلِّصنا هو ابنه. قّبِل يسوعُ المسيح أن يتألّم عنَّا، وبموته على صليبِ الجُلجثة اشترانا للآب.
أصلحَ المُخلِّص علاقتنا بالله عندما بذلَ حياته من أجلِنا، دفع ديوننا وجعلنا أحراراً من السُّقوط. الآن يُمكننا ويجب علينا أن نعيشَ متحرِّرين من الأشياء القذرة، خالينَ تمامًا وأنقياء من كلِّ عملٍ شرِّير. لذلك لا يوجد سببٌ لكي يُعطي المؤمنُ حياته للخطيئة. هذا خطأ فادحٌ وسيؤدي بهِ إلى الهلاك إذا لم يتُب بصدقٍ.
لقد تمَّتْ المُصالحة في جسدِ بشريته. والآن صارت المُصالحة حقيقة بالنِّسبة للذين يؤمنون بما فعله يسوعُ. استخدم الرُّوح القدس بولس ليكتب أنَّ كلَّ هذا تمَّ القيام به لنتقدَّم إلى الله القدُّوس بلا لومٍ، وفوق أيّ شُبهةٍ. هذا هو المقام الذي يجب أن يحيا المؤمنون بهِ وفقًا للكلمة المقدَّسة. لذلك لا يوجد دينونة لهؤلاء النَّاس. (رومية 8: 1)
لن تتقدَّسَ بمجرَّد رفضِك للخطيئة، بل بالإيمان بعمل يسوع الفدائي. لن ترى الربَّ أبدًا ما لم تستجب لعمل التقديس الكامل الذي فعله من أجلِك (عبرانيين 12: 14). لذلك لا تتبع الأشياء الوقتية حتى لو بدا ذاك أفضل في الوقت الحالي. كُنْ أمينًا إلى الموت، أعطيك إكليل الحياة (رؤيا يوحنا 2: 10)
اِسمح للرُّوح القدس أن يعمل في حياتك. سيُرشدك إلى الحق دائمًا، لأنَّك عضوٌ في جسد المسيح حقاً ولست غريباً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز