-
-
أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي، وَلَمْ تَحْبِسْنِي فِي يَدِ الْعَدُوِّ، بَلْ أَقَمْتَ فِي الرُّحْبِ رِجْلِي. (مزمور31: 7-8)
الكلمات الأساسيّة في هذه الآية تعني أنَّ الربَّ يَضعنا في مكانٍ واسعٍ. لأنَّ الرَّجاء الإلهي الرائع هو نفسه بالنِّسبة لجميعِ النَّاس، فلا ينبغي أن يُحبَط أحدٌ عند تعرّضهِ للتَّجربة. يمكن أن تأتي المِحنُ بسبب مكرِ العدوِّ، لكنَّ الذين يتطلَّعون إلى وعودِ العليِّ يجب أن يصلّوا لأنَّ سحابة الشَّر سوف تتبدَّد. فلا يُمكن للشَّيطان أن يحتمِل الحضور الإلهي.
يعلنُ ناظمُ المزمورِ أنَّ الله القديرَ قد نظرَ لآلامِه. رأى الله ما فعلهُ الشَّر في حياتِه. لا أحدَ يتحمَّل مسؤولية التّجربة التي تحدث، ولكن للتّخلص منها يحتاجون إلى طلبِ مساعدة الربِّ فقط. سوف يزوِّدك بالكلمة الصَّحيحة ويُظهر لك وسيلةً للنَّجاة. مساعدة الرُّوح القدس مهمّة جداً في أوقاتِ الضَّعف. باتّباع إرشاده، كلُّ ما يُصيبنا سوف يُبطَل.
أمرٌ هامٌّ أن يعرف الله باطِنك أثناء مِحنتك. إذا لم تقبل الشَّر، فسيقدِّم المساعدة التي تحتاجَها. ولكن إذا كنت تستمتع بما يعرضه الشَّيطانُ لك، فلا يُمكن فِعل شيءٍ تقريبًا. موقفك في مواجهة المِحنة هو الأهم. عندما يُخطئ شخصٌ ما، فإنّه يفقد شركته بالله ونتيجة لذلك تفقد روحُه فرحَ الخلاص، وفي الوقت نفسه، يُصاب بالقلق الذي يؤدي إلى الاكتئاب.
من الواضِح أنَّ قرار نفوسنا برفضِ الخطيئة أمرٌ هامٌّ فيما كتبه داود. فعندما لا يستمتع الشَّخص بالأفكار الخاطئة ولا تقبل روحُه ما تلمّح بهِ التّجربة، يرى الربُّ موقفه ولن يتركه بين أيدي المعذّبين. لذلك كلَّما هبّت رياح الخطأ، لا تأويها حتى في فتراتِ السَّكينة لعقلِك.
لهذا السَّبب كانت قدرة داود على الثّبات بحزمٍ في الحقّ حيث وجد مساحة كافية لئلّا يتَّخذ قراراتٍ غير حكيمة. سوف يفعلُ الله ذلك دائمًا للذين يذخرون كلماته في أفواهِهم. موقف الفرد قبل التّجربة يحدِّد ما إذا كان الله سيخلِّصه من الشَّر. نصيحة يسوع هي لكَ أن تحذر وتصلّي لكي لا تسقط في أفخاخِ المجرِّب (متى 26: 41)
إذا لم تستسلم للتّجربة، فسيرى الربُّ ذلك ولن يسلِمك إلى يدِ العدوِّ. إنَّ قرارك بعدم قبولِ عروض الشَّيطان يجعل الآبَ يحفظك في مأمنٍ من هجمات الشَّر. بعد ذلك سوف يضعك الله في مكانٍ رُحبٍ حيث ستجد كلُّ قراراتك مساحةً لإتمامها.
لا يهمُّ مهما كنت بعيداً، بل ما تفعله بشأن وحي الله لك. فهو كأبوابٍ مفتوحة لك للدُّخول إلى الحضرة الإلهية كي تحلَّ مشاكلك مرَّة واحدة وإلى الأبد. افعل ذلك الآنّ!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز