-
-
نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً. (رسالة يوحنا الأولى 19:4)
لو أنّ الله لم يحبّنا أولاً لمَا كنّا قد أحببناه، لأنّ كلّ ما نفعله من أجلِه يجب أنْ يرشدنا إليه أولاً، فلا يملك الإنسان فهماً أكثر من الله، ولا يقدر أنْ يقدّم له نصيحة (رومية 10:3-12). فبدون مساعدة الرّب نكون كأيّ شخصٍ من أيّ ديانة. لأنّ صلاة الإيمان فقط التي تُستجاب من الله. لأنّها تتمّ بإعلانٍ من الروح القدس. فيجب أن أطلب من الرّب أولاً كي أفعل ما يحسُن في عَينيه.فلسنا نحن من نُبادر أولاً لنقوم بالخدمة. بل الرّب مَن يفتح أعين أذهاننا ويمنَحنا الحكمة. حتّى أنّه قال: لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. (متّى 21:7). مخافة الرّب التي تملأ قلوبنا تجاه الأمور الإلهيّة هي إثبات أنّ الله يعمل في حياتنا، ومن ناحيةٍ أخرى، عدم احترام هذه الأمور يُظهر أن الشخص لا يعرف الرّب ولا يخدمه.
فالْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ (كولوسي 16:1) إذاً دونَ التدخل الإلهي لا يُمكن لأحد أنْ يطلب الله (فيليبي 13:2). و الخادم الحكيم يطلب المشورة الإلهيّة في كلّ ما يصنع، وأعضاء الكنيسة يعرفون عندما يتكلّم القس اختباراً عن نفسه، أو إن كانت حياته مكرّسة للرّب. فالكلمات التي تأتي من أبانا السماويّ تلمس أعماقنا، وتؤثّر في قلوبنا، وتجلب لنا الخير. فبُمساعدته فقط يُمكننا أن نختبر عمَله ...فكَما يقول لنا الكتاب المقدّس أنّنا لا نملك شيء ذاتي يجعلنا نرضي الله، مهما كانت نوايانا سليمة. فتسبيحاتك وشهاداتك لن تكون مقبولة لديه. كما قال الملك داود: مِنْ قِبَلِكَ تَسْبِيحِي فِي الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. (المزامير 25:22) ومن ناحية أخرى، إن استخدمنا الرّب يمكننا أن نثق أنّنا سنختبر معجزات وآيات عظيمة .
أن نرضي الرّب يعني أن نقدّم أنفسنا له كي يعمَل بنا. لكن من هم من أديانٍ أخرى، يكافحون كثيراً لإرضاء الله، ويقومون بالصلوات ويقدّمون التضحيات، والبعض يصنعون أموراً غريبة، لكن لاحقاً يدركون أنّ كلّ هذا لا ينفع. لكن العديد من المسيحيين يقومون بحيَل كي يستجيب لهم الله، لكنّهم يفشلون في النهاية. لكن في الحقيقة، حتّى إنْ قمنا بعمل صغير بإرشاد سماويّ، فإنّه يرضي الله و كافئنا عليه .وصلاة الإيمان هي التي يستجيب لها الله ونشعر بها في قلوبنا. وتكون بإرشاد من كلِمة الله المقدّسة والروح القدس. حيث تأتي بثمار كثيرة، وتحقق ما تسعى إليه .
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز