رسالة اليوم

14/03/2020 - هكذا لن تُهزَم

-

-

 

عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ. أَسْلُكْ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِخَوْفِ اسْمِكَ. (مزمور11:86)

 

حتى أكثر المستنيرين بين البشر ليس لديهم ما يكفي من النُّور ليمشوا في العالم الرُّوحي- حيث يُقرَّر كلّ شيء. لأنّه لا يمكننا تحقيق شيءٍ دون مساعدة الله. يمكن للجميع أن يتعلَّموا من الربِّ الإله؛ لكنَّ الكثيرين لا يعرفون ذلك، ففي بعض الأحيان يكونون مضلَّلِين، فلا يسعون للحصول على مثل هذه المُساعدة التي تقودهم إلى تحقيق أنفسِهم بشكلٍ كامل في جميع مجالاتِ حياتهم.

 

إنَّ داود يمثِّل صورة الجنس البشري في معرض الآية أعلاه. في الواقع، يجب علينا جميعًا أن نقول تلك الصَّلاة لأنّها تسِرُّ الربَّ عند سماعه هذه الكلمات من شفاهِنا. بالنِّهاية، من يصلِّي حسب الارشاد الإلهي يحصل على الإجابة التي يتوق إليها. لقد فهم ناظمُ المزمور أنَّ الهداية تاتي من السَّماء، فطلب من الله وحصل على إجابة. تأكّد من أنك تصلِّي بهذه الطريقة لأنك بذلك ستحصل على ما أُعطِيَ لداود. فمن خلالِ وحي كلمة الله نحصل على البركة.

 

يجب أن نسير في طريق الله لأنّه طريق الكمال وهو الطريق الذي يستخدمه الربُّ لأداء عمله. عندما نسير على هذا الطريق، فإنَّنا لا نفشل في الحُكم على الأشياء، فهذه إحدى صلاحيات الصَّالحين. أمَّا الأشرار الذين لا يحترمون ما يقوله الكتاب المقدَّس، فسوف يفشلون دائمًا. ضع في اعتبارك الطلب الذي تقدَّم به كاتبُ المزمور، كُنْ حازماً وقويّاً وِفقاً لتوجيهات الربِّ.

 

يجب ألا تحتقر ما يريد الله أن يعلِّمك إيّاه عندما تطلب إرشاداً إلهيّا. يُخطِئُ الكثيرون في الإعتقاد أنَّ التعليمات التي يتلقّونها من الربّ أثناء الصَّلاة ضعيفة. لكنَّ الآبَ لن يعلِّمهم أيَّ شيء ما لم يكن هو الحلُّ الأفضل. فهوَ يعرف كلَّ شيءٍ؛ وهو يعرف جذر المشاكل، لذا يجب أن نؤمن بإرشاداته.

 

من خلال معرفة الطريق- الحقّ- سوف تتحرَّر بالحقِّ نفسه. إذا فعلتَ ما تعلَّمته، فستحصل على نفس النَّتيجة التي سيحصل عليها الربُّ لو كان مكانك. أخبر الله يشوع أنه سيكون معه كما كان مع موسى (يشوع 1: 5). وبالمِثل، سيكون معك كما كان مع يسوع. العليُّ لا يبخل بمنح السُّلطان ولا يتجاهل أحداً لأيِّ سببٍ كان.

 

اسمُ يسوع عظيمٌ. أمامه تنحني الملائكة، تهربُ الشَّياطين مرتعبة، وهو موضوع عبادة بني البشرِ. كن حكيماً وامشِ بقلبٍ موحَّد لخوف اسمه. لا يستطيع الشَّيطان وأجناده مقاومة الذين يحاربونهم باسم يسوع.

 

من يذهب إلى معركةٍ بمخافة هذا الاسم، الذي هو فوق كلِّ الأسماء، يستطيع أن يطمئنَّ أنه سيعود والنَّصر بين يديه. لن يخزى مجد اسم الربِّ في أيِّ تجربة. وحِّد قلبك في مخافة هذا الاسم العجيب ولا تتراجع في قراراتك لأنّك لن تُهزَم حينئذٍ.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز