-
-
8لأَنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ. نَادَيْتُ: «ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ!» لأَنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلْعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ. (إرميا8:20)
أولئك الذين يُرسلهم الربُّ، لهم خصوصيّة بالنِّسبة له وكذلك للذين يستمعون إليهم أيضاً، لكن يجب ألَّا يحاربوا الرِّسالة التي من المُفترض أن يقدِّموها. الربُّ مسؤولٌ عن أعمالهِ، ولا يوجد سببٌ يدعو للقلق بشأن الرِّسالة الإلهية، إذا كانت قويّة للغاية أو ضعيفة كثيراً. الربُّ يعرف ما يحتاج النّاسُ لسماعِه؛ لذلك، عندما يرسلُ الله نبوءةً لنا، لا ينبغي أن نخشى تسليمَها؛ بالنِّهاية، كلُّ شيءٍ على عاتقهِ.
كان إرميا منزعجًا من نبوءة الفوضى التي كانت لديه. بأيّة حالٍ لا يمكن لأحدٍ أن يعلِّم القدير ما هو صوابٌ أو خطأ؛ هو كلّي العلم. لذلك لا يهمّ إذا أحبَّ النّاس خِدمتك أم لا. كُنْ أميناً واستوفِ ما يطلبه الله منك، لأنَّ إحدى إستراتيجيات العدوِّ هي إعاقة جميع المواقف الإلهية والتّشكيك فيها. على سبيلِ المثال: قام يسوع بتوبيخ النِّسوة اللَّاتي كُنَّ يبكين قُبيلَ صلبِه؛ قالَ لهم أن يبكين على أنفسِهنَّ وعلى أولادهنَّ. (لوقا23: 27-28)
شيءٌ مهمٌّ آخر هو عدمُ مقارنة مهمَّتك مع مهمَّة شخصٍ آخر. لا يهمَّ إذا لم تكن خدمتك "ناجحة" مثل خدمة راعٍ آخر؛ يجب أن يكون اهتمامك الوحيدُ هو أن تكون إناءً نظيفاً مستعدِّاً لاستخدامه لمجدهِ. بالمناسبة، يحذِّرنا الربُّ لضرورة أن نكون مقدَّسين لأنّه قدُّوسٌ ( بطرس الأولى ١: ١٦) ؛ لذلك إذا كنّا ملوَّثين، فلن يتمكَّن من استخدامِنا.
من المهمِّ أيضًا ألا تسمحَ للخوف أبداً أن يدخلَ إلى قلبِك. قبلَ القيام بعمل الربِّ، قِفْ وامتحنْ حياتك. ثمَّ، حقِّق غرضَ الربِّ دون التّشكيك في إرادته لك. علاوةً على ذلك، تذكَّر أنَّ الرُّوح القدس يوجِّهك من خلال كلمتهِ. لذلك لا تنحرف يميناً أو يساراً. ثِقْ أنَّه يوجِّهك لإنجاز مهمَّتك لتكون مجتهدًا، ذاتَ يومٍ ستتمُّ دعوتك لتكون مسؤولاً عن أعمالِك. (رؤيا 20: 12)
الله يهيّء الشَّخص المُناسب في الوقت المُناسب. إذا لم يقبل النّاس الذين حولك بك بسبب الرِّسالة التي من المُفترض أن يستلموها، تذكَّر أنَّ العديد من الأنبياء عانوا ذات الشَّيء. تعرَّض البعضُ للإضطهاد والقمع وحتى القتل بسبب التَّحدث باسمِ الربِّ. (عبرانيين 12: 25) فالأهم هو أن تفعل ما دعاك الربُّ إلى فعلهِ وفقًا لمعايير الكتاب المقدَّس دائمًا.
صحيحٌ أنَّ هناك دعوةً مختلفة لأشخاصٍ مختلفين؛ ومع ذلك فإنَّ ذات الرُّوح هو الذي يعمل. (1كورنثوس11:8) اختار يسوعُ البعضَ ليكونوا رسلاً، والبعض الآخر ليكونوا أنبياءً، ومبشِّرين، ورعاةً، ومعلِّمين، وباستخدام مواهبِ الخدمة الخمسة هذه، يبني الربُّ جسده- الكنيسة. (أفسس 4: 11 ، 12) لذلك إذا كنتَ أمينًا، فسيُرشد طريقك ويفتح الأبواب الضَّرورية ويغلق الأبواب التي لا ينبغي عليك فتحَها.
في اليوم الأخير، ستكون مسؤولاً عمَّا فعلته بالمواهب التي وضعَها بين يديك. إذا تاجرتَ بها فستدخل ملكوت السَّماوات، لكنّك إذا لم تُنتج أيَّ ثمرٍ، فستُلقى في الظُّلمة الخارجية. (متى 25: 14-30). لذلك، خُذ ما أعطاكَ إيّاه الله على محملِ الجدِّ، لأنه لا يوجد رحمة في ذلك اليوم. (إرميا 48: 10 أ)
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز