قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي اللهُ إِلَى الدَّهْرِ. (مزمور26:73)

عندما تخور قوَّة الجسَد والرُّوح، يكون الوقت قد حان لطلبِ الربِّ بكلِّ قوَّتك، لأنَّ الهلاك قد يكون أقرب ممَّا تعتقد. يجب احترامُ الكلمات التي تحدَّث بها الله عن أداء صلاة الإيمان. لم يَعِد يسوعُ بأنَّ الأشخاص الذين كانوا على وشكِ الموت سوف يعيشون، بل قال أيضًا إنَّ الذين آمنوا به، سيقومون بالفعل حتى لو كانوا قد ماتوا. (يوحنا 11: 25)

قوَّتنا الجسدية هي استجابةٌ للطريقة التي نغذّي بها أنفسَنا خلال أوقاتِ الرّاحة؛ ومع ذلك يُمكن أن تمنعنا جوانب كثيرة من الأكلِ والرّاحة. لذلك نمرض ونعاني من مشاكلٍ أخرى. ولا يهمّ السَّبب كي يُجري الربُّ الشِّفاء، ولكن إذا كان الشَّخص يستخدم الإيمان الذي أعطاه (له \ لها) من خلال الإستماع إلى كلمة الله. ومع ذلك، هناك أيضًا العلاج الطّبيعي، الذي يتمُّ الحصول عليه من خلال قدرة أجسادِنا على شفاء نفسِها، وهو أمرٌ قد رسمَه الخالقُ لنا.

إذا لم يحدث الشِّفاء الطبيعي، أو إذا أصابنا نوعٌ من المَرض ولم نتمكَّن من ترتيب شفاءٍ لأنفسِنا، فيُمكننا التمسُّك بالإعلان الذي يقولُ إنَّ يسوع قد أخذ بالفعل عيوبَنا وأحزاننا، ونحن نعرف ذلك، إنّنا بجروحهِ قد شُفينا. لقد وعدَ المسيحُ بنفسِه أنَّ كلَّ ما نطلبه- ونصمِّم- باسمه، سوف يفعله لنا. عندما لا يكون هناك خيارٌ للعلاج الطبيعي، وعندما لا يستطيعُ الطبُّ أن يساعد، يمكننا أن نصرخ له، وهو وعدَ أن يسمعَ صراخنا.

لا يوجد شيءٌ مستحيلٌ للَّذين هم في شركةٍ مع الربِّ. ومع ذلك، يُمكن للعدوِّ أن يخدع بعض النَّاس من حولِهم، ولأنَّهم لا يعرفون الكلمة، فإنَّهم يبتعدون عن الله. قد يُصلِّي هؤلاء الأشخاص ويذهبون إلى الكنيسة ويؤدُّون واجباتهم تجاه الملكوت، لكنَّهم لا يستطيعون الرَّد بطريقةٍ إيجابية على هجمات الشَّر. الحقيقة هي وجوبُ فتحِ قلوبهم وطلب الربِّ.

في الَّلحظة التي يشعرون فيها بحضور الآبِ، سيرون أنَّ قوَّتهم قد عادت، وأنَّ قلوبهم قد تشجَّعت. وحينها يُمكنهم محاربة الشَّر بجسارةٍ لم يختبروها من قبل. يجب أن يعترفوا بأنَّ العليَّ هو قوَّة قلوبِهم، وحتى لو لم يروا مخرجًا، لايزال بإمكانهم الجهاد والربُّ سيكون إلى جانبهم، لأنّه هو قوَّتهم.

إذا شعرتَ بالهزيمة، أو إذا سيطرَ عليك الاكتئابُ بطريقةٍ لم تَعُد تشعر أنّك قادر على الصَّلاة أو مقاومة العدوِّ، فقد حانَ الوقتُ للنُّهوض، لتعتمد بالحضور الإلهي وتغسل ملابسك. إن كان الله هو قوَّة حياتك، فمِمَّن تخاف؟ إذا اتَّخذت خطوة الإيمان، فإنَّ قوَّة العليِّ ستعمل من أجلك.

الربُّ هو نصيبك إلى الأبد. لم يكن هناك أبداً ولن تكون هناك معركة واحدة لن ينتصرَ فيها. عندما يكون في صفِّك، فلن تُهزم أبدًا؛ ومع ذلك، فمن الضَّروري العمل، لتكون قوياً ولتقاوم أكاذيب الشَّيطان. يُمكنك الاعتماد على الله الآن وإلى الأبد. إذن ماذا تنتظر كي تتصرَّف باسمِه؟

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز