-
-
«ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيًّا حَسَبَ النَّامُوسِ، وَمَشْهُودًا لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ أَتَى إِلَيَّ، وَوَقَفَ وَقَالَ لِي: أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، أَبْصِرْ! فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِلهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ. (أعمال الرُّسل22: 12-14)
تلقّى حنانيّا من الربِّ توجيهًا واضحًا مفاده أن يتكلَّم بكلِّ ما أُمِر بهِ. أعطى اللهُ شاولَ رسالة إلهيّة عندما التقى به: شاولُ سوف يستعيدُ بصرَه ويعرف إرادة الربِّ البارِّ لحياتهِ؛ ويسوعُ تكلّم إليه في اختبارٍ قصيرٍ ليكرز به طِوال حياتهِ، قام حنانيا بمسحِ شاول- الذي بدأ باستخدام اسمهِ الرُّوماني بولس فيما بعد- ليتابع سعيَه قُدمًا في تلك اللَّحظة، لأنّه فهِم خطّة الآبِ.
عندما يستلمُ نبيٌّ لله رسالةً من السَّماء، يجب أن نؤمن بها ونقبلها بفرحٍ. نحن بحاجة إلى توجيهاتهِ لحياتنا كخدَّام لله. لذلك يجب أن نبذل قصارى جهدنا لئلّا نسمح للعدوِّ أن يسرق ما أعلنته الكلمة لنا. أخبر حنانيا شاولَ أنَّ إله العبرانيين قد عيَّنه ليقابل البارّ- يسوع.
إلهُنا هو ذات إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وداود وغيرهم من الذين استخدمهم الله لبركة إسرائيل قديماً وللحفاظ عليها. السِّر هو فهمُ ما فعله الله من خلالِ حياتهم، ومراقبة كيف قام بحمايتهم واستخدامهم. وهكذا سوف يستخدمنا الله بالطريقة نفسها، لأنَّ كلَّ ما حدث في الماضي هو لنخدم الله اليوم بسعادة ونحقق النَّجاح. لذلك لا تأخذ أيّ توجيهاتٍ تتلقاها من الله كأمرٍ مفروغٍ منه.
أعطى العليُّ شاولَ- الذي أعطاها لنا أيضاً- الرُّؤية، حتى يعرف شاولُ خطته. هذا هو السِّر كي ننتصرَ في كلِّ شيء. أولئك الذين يعرفون الخطط الإلهيّة متأكّدون أنَّهم من الله تماماً، ولا يتعثّرون عندما يُفترض أن يقولوا نعم أو لا حسب الموقفِ من حولهم. وهكذا يكونون حازمين دائماً ومصمِّمين عند مواجهة أيِّ نوعٍ من المواقف.
أمرٌ هامٌّ لنا أن ننظر إلى الواحِد البارّ، الربُّ يسوع، لأنَّ الذين يفعلون ذلك لن يخدعَهم غرور العالم. المَسيحيّون الذين لا يركزون لم يروا الربَّ بعد. لكن الذين يعرفونه، يتبعون طرقه، ويتميَّزون عن الآخرين. لإلقاء نظرة على يسوع، وهو أمرٌ ممكن من خلالِ الكلمة، يغيِّر الإنسانَ تماماً.
تذكر أنَّ صوت الآب قويٌّ، وهادئٌ في نفسِ الوقت، يُمكن سماعه عندما نقرأ ونتأمّل في الكتاب المقدَّس. عندما يصِل صوتُه إلينا، يتحقَّق الإيمان؛ وتتوفّر توجيهاته لنا. بهذه الطريقة، لن نخافَ عندما نتَّخذ قراراتٍ.
كلُّ من يستمع إلى صوتِ الربِّ لديه ما يقوله عنه دائماً. الرِّسالة التي أُعطِيت لشاول جعلته مستعدّاً بشكلٍ كاملٍ ليقوم بعمل الله: تعلّم شاولُ ألّا ينحني أمام الألم. هذه الوصفة يمكن أن تباركك أيضًا؛ لذلك، افتح أذنيك على مصراعيها.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز