-
-
رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، بَارِكُوا اسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ. حَدِّثُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِمَجْدِهِ، بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ. (مزمور96: 2-3)
الترتيم للربِّ هو أكثر من مجرَّد أغانٍ مدويّة عن الإيمان كما نفعلُ معظم الوقت. عندما نرنِّم له وليس عنه فقط، نجعلُ الآخرين يُدركون أنَّ ما نغنّيه حقيقيّ، وذاك يُنتج السَّلام في قلوبنا ويَمنحنا الرِّغبة لنعرفه بشكلٍ أفضل. وهكذا يرغب كلُّ من يستمع إلينا أن ينضمّ إلى تسبيحِنا. فيحصلُ الجميعُ على البركة أيضاً عندما تُغنِّي أرواحُنا لأبينا السَّماويّ.
أن تبارك اسمَ الربِّ يعني أن تستخدمَه ضدَّ قوى الشَّر، مطالباً كلَّ مرضٍ وألمٍ وروحَ شَرٍّ بالمغادرة. الحقيقة هي أنّه ذاتَ يومٍ سيعبد الجميعُ الإسم الذي هو فوق كلِّ اسمٍ والمعروف في كِلتا المملكتين (رومية 14: 11 ؛ فيلبي 2: 9 ، 10). وعندما يشاهد غيرُ المؤمن شخصًا ممتلكًا من الشَّيطان وقد اُطلِق سراحُه من الشَّر، في البداية يشعر بالخوفِ، لكنَّه يدركُ في الوقت نفسِه أنّ قوَّتين تتصرَّفان في مثل هذا الموقف: الخيرُ والشَّر.
إعلانُ الخلاص يوميًا هو إعلانُ الإنجيل دائمًا- وهو الخبرُ السَّار والرِّسالة المقدَّسة، حيث تمتلك ما يكفي من القوَّة لحلِّ جميع مشاكل الإنسانية دائماً. لذلك لا يهمّ من يستمع إلينا أو ما الذي يُصيبه. إذا كنَّا نبشِّر باستمرارٍ، فسوف يرى كلُّ من حولنا الفرقَ بين الأشخاص المتديِّنين والأشخاصُ الذين وضَعوا الكلمة موضِع التَّنفيذ فعليًا؛ وهكذا سيكونون قادرين على اتخاذ القرار الصَّحيح.
سواء كنا في العملِ أو في السَّفر أو في أيِّ مكانٍ آخر، يجب أن يتمَّ ذلك طِوال الوقت (2 تيموثاوس 4: 2) لا تشعر بالإحباطِ إذا كرِهك الناسُ بسببِ إصرارِك. فإنَّما هذا يحدث لأنك تزعج الشَّياطين التي تمتلك حياتَهم، ولن تقاوم هذه الشَّياطين لفترةٍ أطول. ستحاولُ مملكةُ الظلام دائمًا إعاقتك عن تكريسِ نفسك للربِّ؛ نصلّي من أجلِ هؤلاء النَّاس، ونطلب حكمةً من الله.
يجب ألَّا نتحَّدث عن ديانتنا أو فلسفتنا المسيحيَّة؛ يجب أن نتصرَّف كأشخاصٍ يمتلكون الحلَّ للمشاكلِ. يجب أن ننقل مجدَ الله للنّاس، وهذا يتجاوز أيَّ ديانة. إذا ذهبتَ إلى الكنيسة، ومجد الربِّ معك، سيبدأ النَّاس في البحثِ عنك وسيقبلون الربِّ خلالَ زمنٍ يسيرٍ. مجدُ الله هو ما يجب أن نعلنه.
وهكذا يجب أن نكرزَ لكلِّ النَّاس- أغنياء أو فقراء، مثقّفون أم لا- نشهد عن العجائب التي يَعملها الله. وهذا بسببِ شعورٍ حقيقي بالواقع الإلهي داخلَ البشر، سواء كانوا ملحدين أو لا أدريين أو متعصِّبين للدِّيانة. يتوق النَّاس لرؤية خالقهم وهو يعمل، مسيطراً على الشَّر ومحرِّراً الذين يتعرَّضون للاضطهاد القاسي من قبل العدوِّ.
لا يمكن لأحدٍ أن يقاوم عندما نعلن ذلك بقوة الرُّوح القدس. والذين كانوا ضدَّ الإنجيل سوف ينحنون أمام الواقع الرُّوحي الذي يؤسِّسه ربُّنا وسيقبلون يسوعَ ربّاً ومخلِّصاً لهم.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز