-
-
مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ 4اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ، الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ حَلَفَ كَذِبًا. 5يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، وَبِرًّا مِنْ إِلهِ خَلاَصِهِ. (مزمور24: 3-5)
كانَ الملكُ وناظمُ المزمور داود قلقًا بشأنِ من يمكنه التّخلّص من بحرٍ من المشاكلِ ليصعدَ إلى جبلِ الربِّ ويقف في المكان المقدَّس. كثيرٌ من النّاس اليوم محاصَرون في اهتماماتِ هذا العالم، وخداع الثّروة وشهوات الأشياء الأخرى التي لا يدركون أنَّ الصُّعود إلى جبل الربِّ والوقوف في حضرته المقدَّسة يجب أن يكون لها أولويّة في حياتهم. ولكن عندَ استيقاظِهم سيكون قد فات الأوان
.
عرفَ داودُ أنَّ ذاكَ كان سرُّ التَّخلص من أفعال الشَّيطان. بالنِّسبة إلى ناظم المزمور، لم يكن الشَّخص الذي صعد إلى جبل الربِّ فردًا متميزًا، بل شخصًا تعلّم من العليِّ ما يجب فِعله لتفادي الوقوع في فخِّ الصَّياد. ساعدَت التّعليمات كاتبَ المزمور، وباتباعه لإرشاد الرُّوح القدس، قام بتدوينها. لذلك دعونا نرى ما هي الشُّروط اللّازمة لتحقيق هذه المواقف
.
أولئك الذين يتطلَّعون إلى أن يكونوا معه يجب أن يكون لهم أيدٍ نظيفة وقلب نقيّ. لا ينبغي لأحدٍ أن يعتمد على تعاليم البشر، ولكن فقط على ما يقوله الكتاب المقدّس. الله لن يعطي مجده لآخر (إشعياء 42: 8). ما يصنعه الإنسان أو يبتدعه ليس له قيمة أبدية. فمنذ تدوين كلمة الله حتى الوقت الحاضر، لم يتمّ العثور على أيِّ خطأٍ فيها، ولن يكون هناك أيُّ خطأ. بينما الذين يتبعون مفاهيم الإنسان يرتكبون خطأ كبيراً. فما يأتي من قلب الله هو أبدي وذو وقيمةٍ فقط
.
لقد خدعَ روحُ الغرور الكثيرَ من النّاس، الأمرُ الذي دفعَهم إلى تغيير قيّمِهم بين عشيةٍ وضُحاها والبدء في التركيز على الممتلكات الماديّة والخطايا لأنه وِفقًا لطريقة تفكيرهم العقلي الجديد يحتاجون إلى إرضاء رغباتهم الشَّهوانية. كلُّ من ينغمس في الغرورِ هو في يدِ رئيس هذا العالم، وبالتالي لم يَعد يُعطي الأهمية الواجبة للعمل الإلهي.
لا يجب أبدًا على خادم الله أن يُقسِم بشكلٍ مخادع أو يتَّخذ قرارًا مخالفًا لما تقوله كلمة الربِّ. كخدّامٍ، يجب علينا فِعلُ ما يصرِّح به القدير فقط. إذا لم تتلقَّ أيَّ إرشادٍ إلهيّ، فلا تتبنى أيَّ قرار. لا أحد يتمتّع بامتيازٍ خاصٍّ في ملكوت الله لأنَّ الربَّ يُعطي الجميع الفرصة نفسَها. للأسف هناك أشخاصٌ لا يدَعون أنفسَهم يتعلَّمون ولا يتمِّمون ما يُقال لهم عندما يتلقّون بعض الإرشادات.
لقد علَّمنا الآبُ كلَّ هذه الأمور لأنه يريدنا أن نحصل على بركته وبرِّه. هذا يجب أن يكون اهتمامنا وهدفُ حياتنا. لذا كُنْ مُخلصًا لِما يعلِّمه الله وسوف يغمر حياتك الحضورُ الرائع للربّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز