رسالة اليوم

10/06/2020 - سُبيَ شعبُ الله

-

-

لِذلِكَ سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ، وَتَصِيرُ شُرَفَاؤُهُ رِجَالَ جُوعٍ، وَعَامَّتُهُ يَابِسِينَ مِنَ الْعَطَشِ. (إشعياء13:5)

 

عندما أعلنَ إشعياءُ أنَّ الإسرائيليين سيُقادون إلى السَّبي، ظنَّ الإسرائيليون أنَّ النَّبي قد جُنَّ. هل من المُمكن أن تستعبدهم أمَّةٌ وثنية!-

أولئك الذين أخرجهم الله من العبودية من مِصر، وهم أمّة منظَّمة الآن مع الكثير من الوعود التي قُطِعت من أجلِهم؟ لكنَّ هذا حدث تماماً كما قال النَّبي. أُسِر الإسرائيليون لأنّهم فشِلوا في إعطاء الربِّ المكان الذي يستحقّه في حياتهم.

 

لا يكفي أن تكون متديِّنًا؛ لا يكفي أن تصرِّح بانتمائك لله. تحتاج إلى امتحانِ نفسِك لتعرف ما إذا كنتَ ثابتاً بحزمٍ في الإيمان، أو إذا كنت تتصرَّف كناموسيٍّ فقط. عندما تفشل في فهمِ  وامتلاك حقوقك في المسيح بالفعل، فأنت تهين الربَّ الإله حقاً. يبدو الأمر كما لو أنك أعلنتَ أنك لا تؤمن بما يقول. أو أنك لا تحتاج إلى ما أعطي لك من خلال موت يسوع على الصَّليب.

 

عندما يحدث هذا، حتى الذين يُعتبرون أتقياء- وأولئك المكرَّسون للدّيانة- يعطشون لخبز السَّماء. من ينتمي إلى الربِّ يجب أن يحيا بكلِّ كلمة تخرج من فم الله. ومع ذلك فإنَّ من لا يأكل جسَد المسيح ويشرب دمَه، ليس لديه شركة معه.

 

فيما يتعلَّق بالأشخاص الذين يزعمون أنّهم مسيحيّون، يُمكن رؤية ندرة المياه الحيّة من خلال المظهر الجسدي والرُّوحي، حيث أنَّ قِلّة قليلة منهم يَسعون لطلب الربِّ فعلاً. معظمهم غير مهتمّين بالجِهاد كي يخلصوا من مشاكلِهم. إذا شَفاهم الله، فإنَّهم يشكرونه لأنهم سيوفِّرون المال الذين كانوا يدفعونه على الأدوية، لكن إذا لم يُشفَوا، فإنّهم يطلبون المساعدة الإنسانية. فإن لم يكونوا مضطرين جداً، لن يسعوا للمسيح الشّافي.

 

الكلمة هي الخبز الذي يُشبِعنا، لكن في أيامنا هذه، كما في أيام إشعياء، الكلمة مرفوضة. والنتيجة هي أنَّ الناس سئِموا من الإيمان، غير راغبين في طلب الربّ وقد خُدعوا  بالأكاذيب الخفيَّة للشّيطان. نتيجة لهذا النقص في مخافة العليِّ، فإنَّ عدد حالات الطلاق، على سبيل المثال، يزداد بين المسيحيين دائماً. خلاصة القول: الكثير من الناس ليسوا مهتمّين على الإطلاق بوصايا الله، لذلك يفعلون ما يحلو لهم.

 

لكنَّ وحي الكلمة يُشبه الماء الذي يروي عطش أرواحنا. ربما يسأل البعضُ: "لماذا يجب أن نطفئ عطش أرواحنا إذا كان بإمكان برنامج دنيويٍّ جيد أن يساعد في تنشيط العلاقة؟". "ما الخطأ في الاستمتاع بالملذّات الدِّنيوية، طالما أنّنا لا نعيش طويلاً؟ حسنًا، مثل هذه الأفكار تتخلّل جزءًا من شعب الله. أناسٌ سُذّج! إذا لم يتوبوا، فسيقادون إلى الأسرِ.

 

تتعرَّض البشرية لخطر كبيرٍ بسبب العيش بعيدًا عن الله. من أكثر المواقف التي تهين الربَّ هي عدم الاهتمام به، كما لو أنه غير موجود. ماذا عنهم عندما ينتهي وقتهم؟ ماذا سيفعل أولئك الذين يزدرون الله؟ لقد حانَ الوقتُ كي يتصرَّف النّاس القدِّيسون بحكمةٍ ويطلبون وجه رئيسَ الحياة، وعندما يأتي الاضطهاد لن يكونوا وحدهم.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز