-
-
فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَرْجعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ. (تكوين6:24)
بلغَ إبراهيمُ من العُمر 140 عامًا تقريبًا عندما شعر أنه يجب عليه إرسال خادمه إلى أرضه والبحث عن عروسٍ لابنه. لقد أطاع الربَّ، رغم أنَّ الحياة لم تكن سهلة بالنِّسبة له ولا لذريته، ممّا يدلُّ على أنَّ مسار خادم الربِّ مليء بالتَّحديات دائماً. لكنَّ الذين يخشون الله يجب أن ينتظروا الارشاد من السَّماء والذي سيأتي بالتأكيد في الوقت المناسب.
حفظ إبراهيمُ في قلبه أمر الله له كي يغادر بلده وعائلته. أراد الله أن يبقي خادمه بعيدًا عن الأشياء الشِّريرة التي كان يفعلها الناس في وطنه لئلا يتدنَّس فيها. كان من المفترض لإبراهيم، خليل الله، أن يتبع المسار الذي حدَّده الربُّ وألّا يعود أبدًا. لئلّا يغضب الواحد الذي كلفه بهذه المهمَّة النّبيلة. إضافة إلى ذلك، كانت طاعته تتماشى مع خطة الربِّ للفداء.
الأمر بعدم العودة امتدَّ إلى إسحق أيضًا. قد تكون العودة إلى الأرض التي تركوها بمثابة فخٍّ. فقد الكثيرُ من الناس إيمانهم لأنّهم عادوا "إلى أُسَرِهم". أولئك الذين يخفقون في الإيمان يحزنون العليّ؛ من ناحية أخرى، يجب على الذين يُدعَون أن يمتدّوا نحو هدف إنجاز دعوة الله العليا في المسيح يسوع (فيلبي 3.14 ب).
وصايا الله لا تُلغى ولا تُنقض. لذلك فهِم إبراهيمُ أنه يجب ألّا يعود أبدًا إلى بلده، وكان نفس المبدأ صالحاً لأبنائه. يجب على الذين تمَّت دعوتهم ليكونوا جزءًا من شعبِ الله (وكذلك أحفادهم) أن يتنبهوا إلى عدم الرُّجوع إلى الممارسات التي يعتبرها العالم "طبيعية". الربُّ يتطلّب من عبيده طاعة وصاياه.
نحن مسؤولون جزئيًا عن زواج أبنائنا وتعليمهم وأعمالِهم وسلوكهم. لقد عَلِم إبراهيمُ أنَّ إسحاق يجب ألّا يتزوج امرأة كنعانية؛ لئلّا يخالف ناموس الله: لقد أرسل خادمه إلى بلده ليجد المرأة المناسبة لتكون جزءًا من عائلته وتشترك في بركتهِ. يجب ألَّا يتزوّج الشَّخصُ الذي نال الخلاص من شخصٍ لا ينتمي إلى عائلة الله (2 كورنثوس14:6).
أخبر إبراهيمُ خادمه أن يكون حذرًا، لأنّها كانت مهمَّة إيمانٍ. يجب عليه اتباع توجيهات الله، لأنّها ستقود إلى المختارة- زوجة إسحاق لتكون جزءاً من خطة الله أيضاً.
حتى اليوم، كلُّ من يطيع الربَّ سيرى أنه لن يفشلَ في تحقيق كلمته. لذلك أولئك الذين يؤمنون بالله يجب ألَّا يتصرَّفوا على عجلٍ. يجب أن يثبتوا بحزمٍ وأن يتبعوا إرشاد الله حتى يُنجِزوا مهمَّتهم.
أحضر خادمُ إبراهيم رِفقة، التي رأت إسحَق من مسافةٍ بعيدة، لأنه ذهب إلى الحقل للصَّلاة- شعرت أنه الشخص الذي اختاره الله لها. إنه أمرٌ لطيفٌ للغاية عندما يشعر قلبان بإرشاد الله كي يحبّوا بعضهم بعضاً! ليصبحوا زوجًا وزوجة، تكريماً لدعوة الربّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز