-
-
وَتَشَدَّدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى مَمْلَكَتِهِ، وَكَانَ الرَّبُّ إِلهُهُ مَعَهُ وَعَظَّمَهُ جِدًّا.
(2أخ1:1)
برزَ سُليمان بين آخرين في بداية حكمِه، لأنّه لم ينتظر البركة لتأتي عليه،
بل فعلَ ما كان ينبغي فِعله وطالبَ بها. الوقتُ المناسب لتحقيق إرادة الله هو
عندما نفهم ما يريد منّا أن نفعله؛ لذلك، فإنَّ تفويتَ لحظة الوحي قد يعني تفويتَ
البركة الكاملة. وعندما يتحوَّل "الضَّوء إلى اللّون الأخضر"، لا يوجد عذرٌ لعدم
البَدء بعملِ الله.
من يخدم الله القدير معروفٌ بجهوده لحِفظ الوصايا المكتوبة في الكتاب
المقدَّس. ولكن الذين يخدمون أنفسَهم، أو لا يرغبون في التّعامل مع الله، لا
يبذلون جهدَهم لإكرامِه. المشكلة هي أنّه لا توجد وسيلةٌ لإرضاءِ الله سوى محبّته
من كلِّ قلوبنا وقوَّتنا (متى37:22؛ مرقس30:12؛ لوقا27:10). لذلك أيّها
الإخوة، ركِّزوا على عمل الله كما لو كانت مسألة حياةٍ أو موت، وهي كذلك في
الواقع.
اخدم الربَّ كإلهٍ لك، وسوف ترى ما سيفعله من أجلك. أن تكون خادماً لله
القدير يعني أن تُكرم كلمته وتسعى لإرضائهِ في كلِّ شيء، دون أن تنحرفَ عن
طريقهِ. في الواقع، يُمكن للَّذي يتَّخذ الله ربّاً له أن يعتمد عليه كشريكٍ، لأنّه فعلَ
كلَّ ما هو ضروريٌّ لكي نحيا. كلُّ ما يتعيّن علينا القيام به هو الموافقة على
كلماتهِ، وعدم قبول أيّة أكاذيبٍ للعدوِّ.
سيبقى اللهُ القدير في صفِّك دائماً، طالما أنت حافظٌ لوصاياه، التي لا تشكّل
عِبئًا (1 يوحنا3:5). عندما يفتح أبينا السَّماوي فهمَنا لفعلِ شيءٍ ما، فذلك لأنّه
خطّط وأعدَّ كلَّ شيءٍ حتى يحدث كما نأمر. هذا ما حدث لإيليا عندما أعلن أنَّ
المطرَ الغزيرَ سينهمرُ حالاً (1 ملوك41:18).
سيعظِّم الربُّ العملَ مع كلِّ متحمِّسٍ للحفاظ على واجباتهِ
(الجامعة13:12) ولن ينسى الذين يكرِّسون أنفسَهم لإرادته أبداً. ومع ذلك، كلُّ
ما يريده هو شخصٌ يؤمن بالمُستحيل، وحينها سيكون قادرًا على إكرامِه بوعوده.
لذا أيّها الإخوة، لا تتردَّدوا في الإيمان بما يقوله الربُّ، حتى لو بدا ذلك مستحيلاً.
النَّجاح مضمونٌ معهُ في كلِّ شيء.
كلُّ من يخاف الربَّ ومن لا يأبه كثيرًا بما يقوله الله، معروفٌ من خلال
طريقة عيشِه. لذلك يجب أن تفحصَ الدَّربَ الذي تسلكه، لأنَّ ذاك سيكون "قراءة"
لإيمانك؛ بالنِّهاية، يجب أن نكون رسائل حيّة للملك، والتي ستُقرأ من جميع الذين
لا يعرفون الحقيقة الأبدية (2 كورنثوس3: 2 - 3).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز