وَمَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ.

(إرميا9:1)

مازال النَّبي إرميا، على الرُّغم أنَّ الخالق قد شكَّله، بحاجة إلى لمسة الله
ليتمكَّن من تنفيذ المهمَّة التي أوكلها الربُّ إليه. لم يمتنع الله عن إدانة الخطيئة في
هذا النَّبي، بل مدَّ يده، ولمسَ فمه، وقال إنّه وضعَ كلماته في فمهِ (إرميا1:
5،7،9).
يجب على كلِّ شخصٍ أن يطلبَ الله ويستعدّ لعملِه. الفعلُ الأوَّل من إعدادنا
الرُّوحي يحدث عندما يبكِّتنا الرُّوح القدس على خطايانا (رومية3: 23،24). من
لا يعترف بأنَّه آثمٌ، وينضم إلى جسَد المسيح، ينتهي به الأمرُ إلى إحضار
ممارسات العالم إلى الكنيسة، والتسبُّب في الخِزي. بدلاً من أن يكون بركة
للكنيسة، يصبح هذا الشَّخص لعنةً. والأسوأ من ذلك: قد يتبع الآخرون مثاله
السَّيئ، ويتعرَّض عمل الربِّ للخطر.
عندما يرفع الربُّ يده، يخلِّصنا من قوَّة الظلام. إنَّ الذي يتوب عن خطاياه
حقاً ويقبل يسوع كمخلّصه ينتقل إلى ملكوت الربِّ يسوع (كولوسي13:1). ثمَّ
كخليقةٍ جديدة، يبدأ في تعلّم طرق الله. من خلال الإيمان بالآيات التي قُدِّمت من
خلال الكتاب المقدَّس، يتمُّ تقوية المؤمن الجديد والاستعداد لتولِّي منصبه في
المسيح. هذا هو الهدف الذي يجب على كل مسيحيٍّ أن يتبعه.

لمسة الربِّ لفمِنا تمكِّننا من تنفيذ مهمَّتنا من خلال العبارات التي نُصدِرها
خلال المِحنة والتَّجارب، وكذلك من خلالِ الفُرص والوعود التي يعطيها الربُّ
لنا. لمسة الله تنظِّفنا من قذارة العالم أيضاً، الأمر الذي يجعل النّاس يقولون الكثير
من الكلمات السَّلبية والمُحبطة. إنَّها تمكِّننا من أن نصبح مبشرّين للحق أيضاً.

يجب أن نُصغي لِما يُعلنه الربُّ، لأنّنا نغلب هجمات الشَّيطان من خلال
صوت شفتيهِ. لقد وضعَ كلماته في أفواهنا، وفي الخدمة التي قدَّمها لنا، نحن
قادرون على تنفيذ العمل الذي دُعينا إليه. عندما نكون مفوَّضين من قِبل الربِّ، لا
يجب أن نخاف من الذين سننقل رسالته إليهم (إرميا8:1).
كلُّ ما نحتاج إلى فِعله هو المُضي قدمًا من أجل الوفاء بدعوتنا. لقد تمَّ
إنقاذنا من قوَّة الظلام لنكون نوراً في العالم، ومن واجبنا الحفاظ على نورنا
المُضيء. لذلك لا تتورَّط بالأشياء الدُّنيوية، لأنَّها غير متوافقة مع ملكوت الله.
يكمن النَّجاح في الطاعة الكاملة لوصايا الله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز