-
-
وَتَنَجَّسُوا بِأَعْمَالِهِمْ وَزَنَوْا بِأَفْعَالِهِمْ. (مزمور39:106)
عارٌ على بني إسرائيل! لقد أخرَجَتهم يدُ الله القويّة من مِصر- كما يحدثُ
في الأفلام- وأظهرَ مجدهُ بطريقةٍ فريدةٍ. لكنَّ هذا لم يُقنع الإسرائيليين بالابتعاد
عن الخطية. في وقتٍ لاحقٍ، عندما استولى أحفادُ العبيد السَّابقين على أرضِ
الميعاد، تدنَّسوا تدريجيًا بأعمالهم الخاصّة وأهانوا الربَّ الإله، الذي عامَلهم
بلطفٍ كبير. لقد سقطوا لأنَّهم لم يثبتوا في وعود الله.
بدأ كلُّ شيءٍ، في اللّحظة التي استولوا فيها على كنعان، عندما فشلَ الشَّعب
في إبادة النّاس الذين عاشوا هناك. طِوال قرونٍ جاهد الربُّ مع تلك الأمم التي لم
تكنْ راغبة في الاستماع إليه. فقالَ ذات يوم: "كفى!" لقد أعطى الربُّ الأرض
لشعبهِ كي يكونوا ناجحين، وأمَرَهم بإبادة جميعِ سكان الشَّر. لكنَّهم لم يتبعوا
التعليمات وانحرفوا عن طريق الله.
أصبح الإسرائيليون مرتبطين بهؤلاء النّاس وانتهى بهم الأمر إلى فعل
نفس الأشياء التي فعلوها. لذلك نفد صبرُ الربِّ. وهذا لا يعني أنّنا يجب أن نبيد
النّاس بالمعنى الحرفي؛ على العكسِ، معركتنا ضدَّ القوى الرُّوحية
(أفسس12:6). بأيّة حالٍ، فإنَّ الكثيرَ من المسيحيين يتواصلون مع أناس ضلّوا،
وينتهي بهم الأمرُ إلى فِعل نفس الأشياء التي يفعلونها. المسيحيّون الذين
يتصرّفون بهذه الطريقة سيُحاسبون على خطاياهم أمام الربِّ ويدفعون ثمناً
باهظاً!
إنَّ هؤلاء النّاس ما زالوا يعبدون الأوثان اليوم لأنّهم لم يستمعوا إلى الله-
وذلك أصبح شركاً لهم- لقد قدَّموا أبناءهم وبناتهم للشَّياطين (مزمور106: 37-
36). في الواقع، يذهب العديد من أبناء الآباء المسيحيين إلى النّوادي الليلية،
ويتعاطون المخدّرات ويعيشون في مأزقٍ جنسيّ. لماذا يفعلون هذا، مادام
الأفضل لهم أن يطيعوا الربَّ الإله؟ من خلال السّماح بذلك، يُضحّي الآباء
بأولادهم للشّياطين، بعضهم ضائعون تمامًا- للأسف، يموت البعضُ في سنٍّ
مبكرة جدًا. ويُخدع الكثيرون من الآباء بطريقةٍ تجعلهم غير قادرين على رؤية
الحقيقة. يا له من إرثٍ نتركه للجيل القادم!
أيّها الإخوة، هذا هو عصرُ الأنانية الجامِحة. تلوّث الانجيل بدماء الأولاد.
عدد قليل جدًا من الناس يبحثون عن ملكوتِ الله وبرّه أولاً (متى33:6). في
معظم الحالات، ينضمُّ الناس إلى الشَّيطان بسبب الأشياء السّيئة التي يقومون بها
لبعضهم البعض. جيلنا في خطرٍ حقيقي، كما كان في الماضي.
لم يسمع الإسرائيليون صوتَ الله، لأنّهم أحاطوا أنفسهم بروح الشّهوة. كثيرٌ
من الناس يسيرون في طريق الخطأ، لأنّهم يريدون أن يصبحوا أثرياء ومشاهير.
لكن من لا يهتم بتراث الربّ (المزمور3:127) يكونُ أسوأ من غير المؤمنين.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز